النضج معرفة أم خبرة أم كلاهما معاً ؟!

بقلم/مها الجهني

في بعض الأحيان نُقابل أو نتعامل مع شخصيات يلفتنا تميز منطوقها بالنضج والوعي العميق للحياة ومجرياتها كأنها عاشت دهرا من الزمن ، حينها يتبادر إلى الذهن تساؤل ما سر نضوج شخصيتها ورجاحة عقلها و عمق وعيها رغم صغر سنها أو قلة خبرتها ؟
و كيف وصلت إلى هذا النضج العميق المغلف بالحكمة رغم فشل الكثير من الكبار للوصول إليه ؟

لن اتطرق إلى أنواع النضج و أصيبكم بالملل والسأم أثناء القراءة ، بل سأتطرق على ماذا يتعمد النضج حتى يصل إليه الإنسان ؟
يعتمد على عدة أمور منها :

أولها : القدرة العالية على تحليل و تقييم المواقف مهما كانت ، والسيطرة على ردود الأفعال التي كثير ما تكون فاضحة لنضوج الشخصية من عدمها .
ثانيها : معرفة الذات ، حسناتها و سيئاتها ، حدود قدراتها وامكانياتها وهذا الأمر للأسف كثير من الشخصيات تعاني فيه ضعف أليم ، لذا يترتب عليه ضعف النضج عندها .
ثالثها : تقبل الأخرين و عدم السعي إلى تغييرهم ، و للأسف هذا الأمر البعض يعاني منه في تعامله مع الأخرين بسبب عدم تقبله لطبيعتهم و جعل مهمة تغييرهم على عاتقه فيُتعب نفسه على شيء ليس في مقدوره ولا من مسؤوليته .

وهنا تساؤل يطرح نفسه ألا وهو كيف نستطيع رفع مستوى نضج الشخصية وزيادة ادراكها و وعيها ؟
وإليك أيها بعض النقاط التي ربما تُفيد كإجابة على هذا التساؤل :

ينبغي أن لا تكون لدينا حساسية من ارتكاب الأخطاء ، بل نتقبل هذا الأمر على أنه طبيعة بشرية لا مفر منها ، و نتعلم كيف نحولها إلى دروس ترفع النضج و الوعي ونستفيد منها ، وأن لا نُوقف حياتنا بسببها بل نمضي قُدما .
نتعلم فن البساطة بالحياة ونستمتع بتفاصيلها مهما كانت .
نحاول الابتعاد عن الشخصيات التي تبالغ بشكل كبير في ردود أفعالها وتحول المشاكل إلى مأسي وكوارث لا حل لها أو نهاية .
نختار الشخصيات التي دائما تُظهر في اي موقف مهما كان باب التفاؤل و الايجابية وتساعد على التفكير خارج الصندوق لمواجهة آي موقف برحابة صدر و فكر منفتح .
نتعلم قانون عدم الديمومة في الحياة لأي موقف لذا لا نبالغ في ردة الفعل أو نعطيه أكبر مما يستحق .
نتعلم و نعمل بما تعلمناه و نُمارسه في حياتنا فهذا يُكسبنا الخبرة العميقة المغلفة بالحكمة و مهارة التعامل مع الذات والأخرين .
نجعل لنا نصيباً وفيراً من القراءة و الإطلاع فهذا كفيل بأن يزيد نضجنا ووعينا و تميز شخصياتنا .
وأخيرا :
إن مرحلة النضج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلم ، والمعرفة ، والخبرة ، و الرغبة على النضج ، و ليس له عمرا محددًا ..

شاهد أيضاً

رؤية 2030 ومحمد بن سلمان انموذجاً للطموح

بقلم/ حسن سلطان المازني وسائل التواصل الإجتماعي هي نعمة للعقلاء الذين يستخدمونها بعقلانية بما ينفعهم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com