بقلم / حسن بن عايض ال معدي
مؤمن بأن الزمن هو مجرد الشعور الذي يمضيه الإنسان للإحساس بالأحداث من حوله، والدليل هو أن ساعات السعادة تمضي سريعاً، وعكسها ثواني البؤس!
وفي الأسبوع الماضي رأينا بأعيننا آية من آيات المولى -سبحانه- في زلزال سوريا وتركيا -نسأل الله أن يرحم أمواتهم ويشفي مرضاهم-، في 40 ثانية تحركت القشرة الأرضية بسكان مئات القرى لتخلف أكثر من 30 ألف وفاة وآلاف المصابين، ومثلهم مفقودين تحت الركام!
في 40 ثانية قذفت الأرض بدولة تركيا 3 أمتار غرباً لتتغير جغرافيا تركيا إلى الأبد!
في 40 ثانية انشق في تركيا صَدْعٌ بطول 300 كلم غيَّر طبيعة الأرض تماماً!
في 40 ثانية عادت مسارات التنمية في المدن المتضررة عشرات السنوات إلى الخلف، بل بعضها عاد إلى لا شيء!
الـ 40 ثانية كانت كافية لقتل الفرحة في ملايين المنازل على سطح الكوكب ممن شاهدوا المناظر المتداولة من تلك الكارثة!
إن هذه العبرة تستحق منا أن نقف مع أنفسنا لنعلم أن المولى -سبحانه- منحنا الفرصة لنتعظ، ونعلم أن المصائب لا تحتاج إلى الكثير من الوقت، وأن بعض الثواني قد تغير حياتنا إلى الأبد، وأن نَسْفَ جهودنا وآمالنا وأحلامنا لا يحتاج سوى بضع ثوانٍ.
كما لا يفوتني المفاخرة بحملة التبرعات التي انهمرت من هذا الشعب النبيل على المتضررين من آثار الزلزال والتي حملت -إضافة إلى عمقها الإنساني- عمقًا دينيًّا رزينًا تمثَّل في الإحسان؛ فعلى الرغم من الإساءات المتكررة التي طالتنا من البعض، إلا أن السعودية -حكومة وشعباً- ساقوا أكثر من 350 مليون ريال كتبرعات عاجلة للدولتين وكانوا كما هي العادة على الموعد بدينهم القويم وشهامتهم العربية الأصيلة.
حسن بن عايض ال معدي
Twitter: @hasmaadi