صحيفة عسير – عيسـى آل هادي
أعتقد بأن قصة مستودع جمعيات البر في محافظة رجال ألمع تستحق أن تروى ، وأن تكتب لتبقى شاهدًا على المعنى الحقيقي للتكافل الاجتماعي بين الناس..!!
بدأت القصة قبل ما يقارب أسبوع من الآن ؛ حيث لم يتبقَ على شهر الصيام سواء بضعة أيام ؛ ولازال باب المستودع الخاص بإمداد وتغذية جمعيات البر المرخصة والمتفرقة داخل المحافظة مؤصد ؛ لايوجد بداخله غير أرفف شبه خالية إلا من بضعة كراتين من التمر .
حينها أيقن المسؤولون عن هذه الجمعيات أنه لا بد من التحرك لسد احتياج ( ٢٠٠٠ ) أسرة محتاجة تم رصدها قبل دخول الشهر الكريم ؛ و توفير هذا العدد من السلال الرمضانية.
الحقيقة أن العدد المطلوب من السلال كبير ، والوقت ضيق وقصير ، ولكن إيمانهم بأن الله خير معين ، والثقة بأهل الخير منقطعة النظير.
بدأت الحملة الإعلامية المنسقة والموجهة لكافة المجتمع ؛ بالترتيب مع المعنيين في الجمعيات ليتم بث المنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي توضح الحال والوضع بالكامل عبر مواقع التواصل ، والاستنجاد بطلب الدعم وفعل الخير لأولئك المحتاجين بالتبرع عبر القنوات الرسمية لهذه الجمعيات.
وما هي إلا أيام قلائل ؛ وفي ساعات المساء الأولى من يوم أمس الأربعاء ٢٣ شعبان ١٤٤٤هـ ؛ حتى تصل التباشير ، ويُعلن عن اكتمال مشروع السلال الرمضانية كاملةً ، و وصول قافلة من الشاحنات إلى مقر المستودع بمركز الحبيل ؛ تزف هذه الإعانة إلى المحتاجين ، وتدّخر أجر كُل من أشرف وتابع ودعم وشارك وتبرع عند رب العالمين.
ومضة :
ما شُوهد عبر التغطية الإعلامية من فرحة استقبال لهذه الحملة أثناء وصولها ، وتواجد كافة المسؤولين من الإدارات الحكومية للتنظيم والترتيب ، لهو دليل على العمل التكاملي المشترك الناجح في خدمة المجتمع بكافة طبقاته ، وقبل ذلك بغية الأجر والمثوبة من الله تعالى القائل :
{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}
وتطبيقًا لهدي الرسول الكريم القائل : (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناس).
نسأل الله تعالى أن يبلغنا وأنتم شهر رمضان ، ونحن وإياكم في خير وصحة وأمان.