زماني و زمان ابنتي

بقلم/ الكاتبة : سلافه سمباوه

سألتني ابنتي ذات التسع أعوام لماذا يجب أن أصلي ؟

لماذا نصوم ؟ ما الذي سيفيدني من الصلاه والصيام والحج وكل العبادات القلبية أو التي بالأفعال ؟

اسئلتها جميلة جداً ولكنني شردت قليلاً بين زماني وزمانها ، على أيامي كانوا يقولون إن لم تصلي ستذهبين الى جهنم وكل شيء يخص العبادات والتقرب الى الله إن لم يُفعل سيكون المآل إلى الدرك الاسفل من النار

حتى الاسئلة جوابها واحد ، الصيام الامتناع عن الطعام والشراب والقول والسلوك السيء وكأن كل شيء متاح بعد انقضاء الصيام ، كنا نلقن فقط ، نؤدي فقط العبادات أما خشيه من الأهل أو المعلم، ولكننا لانفهم ابداً كيف نعبد الله بحب .

كنا نعبده خوفا من النار والعقاب ، و لم نعبد الله لأنه يحبنا ونحبه

لم يعلموننا كيف تتوضأ بحب ، تقف على سجادتك بحب ، تصلي في حضره الله بحب، وغيره من العبادات ، حتى نفر البعض من العبادة برمتها و ألحد أو غير دينه او أصبح لاديني.

جلست افكر ملياً كيف أقرب لها و أحبب لها العباده بحب

كيف أن تكون الصلاة صلة واتصال بينها وبين الله

في ظل انتشار طقوس التأمل واليوغا والتحرر من الصدمات وجلسات التشافي و أنواع الديتوكس المختلفه سواء ديتوكس الطعام والافعال ومسميات كثيره كل فترة تظهر ، هدفها هو الوصول لليقين والسكينه والبعد عن الضغوطات الحياتية

لذا اجبتها على حسب هذه المسميات الحديثة قلت لها

الله يحبك لذا خلقك وأكرمك وشرفك بأن قال في كتابه الكريم ((ولقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ))

بدلا من اليوغا والتأمل توضأي وقفي بين يدي الله بخشوع ، بحب باستشعار قلبك المتصل الى السماء مع الله ، مع السكينه والهدوء سيغمرك النور والسلام

هذا حب الهي ، صلي بحب

أما الصيام فهو تهذيب للروح من مغريات الحياه كالاكل والشرب وغيرها ، هو تنظيف بدل الكلمة الشائعة ديتوكس أو كما على ايامي هو فرض وخلاص ، نعم فرض لكن استشعريه بحب بسكينه بتهذيب للروح والنفس لزيادة الصلة مع الله .

الحب هو أن تستشعري اسماء الله الحسني في تصرفاتك الرحمه من الرحيم والشكر من اسم الله الشكور وهكذا

أعادني حديثي معها على أيامي لماذا أحب الناس الشيخ الشعراوي و الطنطاوي ، فتحت اليوتيوب وجلست استمع لهم مجدداً وجدت أنهم يشتركون في شيء واحد هو أنهم يتحدثون بلغه البسطاء بلهجة بسيطة تناسب اذهانهم يفهمها الطفل والشاب والأمي وحتى المثقف

مما أكد لي أن الجيل الحالي لن يستمع لأي قناة أو شخص متشدد في الدين .

التقيت مع شيخ منبهرة كنت بثقافته ماشاء الله وعلمه

لكن مع كل حوار لم يستطع ولم يستوعب أن الجيل الحالي لن ينظر لكل هذا العلم والثقافة والبحر الفكري الذي يمتلكه إن كان يتكلم بالأسلوب القديم الذي تربى عليه جيلي

كنت أجد صعوبة في اقناعة أنه لإيصال القران والحديث والتفسير لهذا الجيل يجب أن تغير الاسلوب ونوع الكلام وانهيت حواري العقيم معه ، وقلت في نفسي سأعلم ابنتي أن تعبد الله بحب وان كل شيء في هذه الدنيا خلقه الله بحب وان الله أودع في كل شيء ضده ونحن نختار

و مجازون على اختياراتنا وأننا الوحيدون الذين يجب أن نراقب انفسنا وعلاقتنا مع الله ، والله وحده هو الذي يقيم أفعالنا و يحاسبنا عليها

هكذا استمعت ابنتي لي واقتنعت

الدين المعاملة ، بدءاً في معاملتك مع الله ثم نفسك وافعالك ومن تعول ومحيطك ، راقب نفسك وتعاملك مع الله ولكن بحب.

الله السلام فكونوا وارواحكم بسلام

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com