الحسد

بقلم / سميه محمد

( الحسد ) هو تمني زوال نعمة المحسود و هو عكس ( الغبطة ) و معناها تمني هذه النعمة من غير زوالها من صاحبها و هذا شيء محمود .

الحسد يصبح مرض حينما يتسلل الى نفس الحاسد الحقد و البغض على المحسود مع أنه في كثير من الأحيان يكون لدى الحاسد أشياء قيمة و أمور عظيمة إلا أن الطمع و الأنانية جعلاه يكره من حوله رغم انه ليس أحسن حالاً منه .

حيث يرهقه التفكير بما عند غيره و يتمنى الحصول عليه لأنه غير راضي بما عنده و لا تعجبه أحواله وقد يتسبب في أذية نفسه قبل غيره فأنه يشبه الثعبان الذي إذ لم يجد كائن حي يلدغه بأنيابه السامة قام بلدغ نفسه .

و هناك من يحسد لدرجة أنه يصيب بالعين و العين حق ذكرت في القرآن الكريم و السنة النبوية و مكان الحسد هو القلب و ليس العين لذا يستطيع الحاسد ان يصيب بعينه حتى إن لم يكن يرى من يحسده فقد يكون في مكان و المحسود في مكان آخر

وقد يحسد الحاسد نفسه

كانت تروى قصة قديمة عن حاسد يعيش في قرية وكان أهل القرية يخافون منه لأنه لايمر يوم واحد إلا وحسد أحد منهم في ماله او أولاده او صحته او منزله فاجتمع أهل القرية و ذهبوا إلى كبيرهم في السن و العلم الذي يعتبر حكيماً فأخبروه بخبرهم مع الحاسد

فقال :

قولوا له : سيقام عرس في القرية وسيأتي أشخاص لهم مكانه و نفوذ ونريد أن يتعرفوا عليك واجعلوه يلبس أحسن ثيابه و يضع عطره و يتجمل لهذا العرس .

ثم أدخلوه في غرفة بحجة ان العريس يريد ان يتعرف عليه وعند دخوله أقفلوا عليه الباب هذه الغرفه اجعلوها كلها مرايا جميع جدرانها الأربع علقوا عليها مرايا بحيث كل ماألتفت ينظر إلى نفسه .

وبالفعل فعل أهل القرية ذلك وعندما أدخلوه إلى الغرفة و اغلقوا الباب عليه أخذ الحاسد ينظر إلى نفسه في كل جهة حتى قال :

ما اجملني كل هذا الجمال فيني

فحسد نفسه و مات ..

كذلك قصة حدثت ايام المعتصم حيث دخل عليه في مجلس رجل جاء من سفر فأخذ يتحدث بجميل الكلام و بديع العبارات و كثير من الأمثال و العبر فأعجب به المعتصم و قربه منه و صار يأتي إلى مجلسه كل يوم فحسده وزير من وزراء المعتصم فدبر في نفسه مكيدة للقضاء على هذا الرجل فدعى الوزير الرجل إلى وليمة في بيته وجعله يأكل طعام معضمه فيه من الثوم ،

وفي مجلس المعتصم قال الوزير له :

يامولاي الرجل الذي قربته لا يحبك و يقول عليك كلام لا يليق

فقال المعتصم :

اي كلام أيها الوزير

فقال الوزير :

يقول انك رجل أبخر ( اي تخرج من فمه رائحة كريهة )

فلما جاء الرجل كانت رائحة فمه ثوم فعندما كان المعتصم يكلمه كان يغطي فمه بيده خشية ان تخرج رائحة الثوم فتؤذي المعتصم .

فلما رأى المعتصم ذلك تأكد من قول الوزير فكتب كتاباً إلى احد عماله و فيه ان جائك الرسول بهذه الرساله فأقتله .

فأمر المعتصم الرجل ان يرسل هذه الرسالة إلى احد عماله فلما راى الوزير ذلك قال :

كل ما فعلت و يكافأه لابد ان في فحوى الرسالة ان يعطى الرجل المال الكثير .

واثناء خروج الرجل امسك به الوزير

وقال له :

مارايك ان اخرج انا بدلاً عنك واسلم الرسالة إلى عامل امير المؤمنين

فقال الرجل :

تريحني و الله خذها

و جزاك الله خيراً عني

فأخذها الوزير و انطلق بها بسرعة إلى العامل فلما قرأها عامل المعتصم قتله فوصل خبره إلى المعتصم فسأل عامله :

لما قتلت الوزير

فقال العامل :

انت من امرني في رسالتك بقتله

فأحضر المعتصم الرجل وسأله لماذا اعطى الرسالة للوزير ؟!

فأخبره الرجل كل شيء من البداية

فقال المعتصم :

سبحان الله

ثم قال :

رأيت الحسد ما أعدله

بدأ بصاحبه فقتله ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إذا راى احدكم مايعجبه في نفسه او ماله فليدع بالبركة عليه فإن العين حق )

يجب ان تتحصن من الحسد بالقرآن و السنة، و لا تستمع لمن يقول لك ضع تمائم او قلائد او تحتفظ بخرزة زرقاء كل هذه الأشياء من الجهل و قد تدخلك إلى باب واسع من أبواب الشرك ،

فتحصن بالفاتحة ، آية الكرسي ، آخر آيات سورة البقرة ، المعوذات ( الفلق ، الناس ، الاخلاص ) ……..*

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com