لا تنتظر من الكل الوفاء بالوعد او العهد

بقلم : ابراهيم العسكري

في الواقع لا احب التشاؤم او النظرة السوداوية للمستقبل وعذرًا لمن يقرأ نثري هذا وتجريحي فقد يكون عنوان مقالي الى حد ما يميل للتشاؤم رغم محاولتي تعديل مسار العنوان الا ان المعنى ياتي اشد قسوةٓ وفي الخاطر ماهو ادهى وامر فابقيت عنواني على مبنى الشايب محدثكم..!

تقاعد من العمل قبل أكثر من عامين واعطيت نفسي وعودآ مغلظةً ان اكافئها عن الاتعاب والآهات والارهاصات والعثرات وحتى عن تلك الصفعات المؤلمة المحرقه التي تلقيتها من قريب ومن بعيد بصبر وجلد واصرار بغية ان ابني لنفسي ولذويها ولمحيطها مجدآ يليق ان تكون كل اوجه الحياة بما فيها العلاقات الانسانية كريمة متعاونة ومنزهة من الغش والترهاة والقيل والقال لنتلاشى فيها المعوقات وساقط الكلم ثم نعبر للمصير الحتمي بسلام وباقل الخسائر .!!

بدأت جادًا مع معاهدتي لنفسي في ضخ اكبر قدر من الابتسامات لكل الاطراف ولو على حساب تعب لغاليغي التي عودها سابقًا على الوضوح والشفافية والجدية واردفت لنفسي ان اعطيها مساحات اكبر لديني وللفسحة ورفع سقف التسامح مع الجميع والتجاهل عن المسيء لبناء الاستقرار النفسي والعاطفي مع الحرص لوصل الصلاة الاجتماعية المقربة التي اتهمنا العمل الوظيفي باحتكار جل الوقت له واخذ جزئية كبيرة من واجب العلاقات الاجتماعية وخاصة ذوي الرحم من الاهل والخلان..!

كما اسلفت كانت البداية جادة والعزم قوي ولكن لم نؤتى موعدآ بالقبول للمعاهدة من كل الاطراف المواجهة فكان هناك خلل في المعاهدة التي تم توقيعها من طرف واحد كان جادًا مع ذاته ولم يُعطى ولو الحد الادنى من الطرف الآخر لمد جسور التعاون لنجاح المعاهدة..!!

في الغالب حينما يكون القرار نابع من جهة والاخرى لا نملك التحكم بها او حتى الاستئناس برأيها فإن النتائج اقرب الى الفشل من النجاح ..!

للاسف هذا اوقع صدام مؤثر للنتائج التي كنا نتوخاها بما آثرنا على النفس من معاهدة جادة..!!

بطبيعة الحال لا احد منزه من الخطأ ولا ندعي الكمال فلا زلنا في الدنيا التي سميت الحياة فيها من الخالق تبارك وتعالى باللعب واللهو فلا نستغرب الإسقاطات والمكاره المتتالية حتى على الصعيد الشخصي وربما ترد ممن كنا نتعشم فيهم على الاقل مخافة الله فيما نهى عنه ..!

خلاصة كلامي انني لازلت عند عهدي لنفسي بالوفاء لها ولمن صلح من الاطراف المواجهة في الحياة فصحتي اهم مما يكيدون مهما زاد الماء على الطحين والجور على الصبر ومهما باغتتني العداوه والبغضاء في رسالة جوال من احدهم او اكثر سبق ان اعطى وعودًا بالتلاطف مهما كلف الامر..!

حملت الرسالة ظلمآ يعلمه الله ربما ارسلت بامر من النفس الامارة بالسوء او بتمرير من ظالم آخر وهو الاحتمال الاقرب.

علم الله ان سطورها حملت بهتان كدر الخاطر وخالف المضمون والعهود فقد اصدرها الوهم وسوء الظنون.

هي مجرد رسالة اشبه برصاصة طائشة أنكأت جراح كادت ان تبرأ وهدمت بناءآ حاولنا ترميمه منذ عقود فزاد الهدم وتحطم البناء ..!

رغم بقائي على صون العهد مع نفسي لذاتي الا انه رافقني الهم باستمرار ظلم البشر للبشر دون تيقن .!

سابقى باذن الله صامدآ قويآ لان ربي خير معين لدرء كل الاحزان ورفع الظلم .!

حتمآ سينتهي كل شيءٍ بمجرد ان نمرض وستنتهي الحياة برمتها ويموت معنا الإخلاص والبذل والتفاني الذي بنيناه لمراعاة بناء امرنا به ديننا تجاه اي طرف آخر مهما قرب او بعد.

 

ندرك بيقين ان حياتنا قصيرة ولسنا في مأمن من هادم اللذات باي وقت فلا تحتمل حياتنا ان نثقل على انفسنا الاحمال والاوزار والعتب والقلق خصوصًا ونحن في المنعطف الاخير من العمر .

رغم قصر المسافات تبقى الحياة جميلة وبسيطه اذا استدركنا تفاهتها رغم كل النكسات وبلا ادنى شك يجب ان ندرك ان الحياة للجميع هشة معرضة للسقوط وللفناء في ثوان وهناك تلتقي الخصوم ..!

احاول ان لا يكون لي خصمآ واحدآ هنا او هناك وان وجد فقد حاولت ان ابني له ودآ وتصالح.

للاسف تبقى طعنات الزمن مؤلمة باثر جراحها مهما تجاهلناها او تناسيناها.

 

(ومضة:)

احيي الشاعر سعد علوش حينما قال:

 

خذ العفو وترّفع عن الناس لو يخطون

ومن ظن فيك بسوء خله على ظنّه

ترى سيّئين الظن لنفسهم يسيئون

يربي في قلبه مخلبٍِ وينجرح منّه

ولا شغلتك تحسين ظن اللي يظنون

ترى الناس مابيدهم النار والجنه.

شاهد أيضاً

التنمر في المجتمع المسلم وأثره

بقلم/  أحلام الشهراني أكتب هذه الأسطر القليلة لمناقشة مشكلة جداً مهمة أذ أصبحت منتشرة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com