بقلم – ظافر عايض سعدان
ليس من سمعَ كمن رأى
فمابالكم بمن رأى وسمع ،فكتب لكم
بل تألم لمواقف يندى لها جبين كل عاقل ومدرك …؟!
في نهاية كل عام دراسي نمسي ونصبح على أخبار عن إقامة المدارس حفلات التخرج لعدة مراحل مختلفة من الروضة حتى الجامعة بعضها في المدارس وبعضها في قاعات الأفراح .
وهي حفلات استنزاف لجيوب أهالي الطلاب والطالبات والمستفيد منها هم أصحاب المحالات والمطاعم والملابس
فقد وصل الحال إقامة حفل لأطفال تخرجوا من الروضة أو من أولى ابتدائي أو من سادس ابتدائي أو من ثالث متوسط أو من الثانوي،والجامعة
هناك أسر مستورة الحال تشتكي وتقول نحن نعيش في حرج مع أطفالنا يريدون الاحتفال مع زملائهم ولكن لا نستطيع أن ندفع قيمة المشاركة في الحفل أو شراء متطلبات الحفل من عباية ووشاح وورد وغيرها ..؟!
وهناك مبالغات من بعض الأسر التي لديها دخل جيد فتقوم بتقديم هدايا فاخرة لأبنائها وبناتها أمام الجميع
وهناك أُسر مستورة الحال تراقب الموقف
ولسان حال الأسر مستوروهي تقول :
( العينُ بصيرة واليدُ قصيرة والشكوى لله)
فيكون هناك نظرة ورد فعل و انكسار نفسي لبعض الطلاب والطالبات الذين لايستطيع ذويهم من شر اء وتقديم هدايا مماثلة
وربما يكون الطالب او الطالبة
( يتيماً أو لطيماً ) !
فهنا يكون جبر الخواطر على الله
تأملوا كم سعر عباية التخرج مع الوشاح والورد تستعمل لنصف ساعة فقط
إنها احتفالات دخيلة على مجتمعنا ومرهقة مادياً ونفسياً على بعض الأسر مستورة الحال
المُعززات الإيجابية التي تخدم الهدف مطلوبة ولكن ليس على حساب الآخرين
اقامة الحفلات قبل الإختبارات غير مناسب،من وجهة نظري
لأن الطلاب وأسرهم في حالة استنفا ر
وتسيطر عليهم مشاعر مختلفة مابين خوف وأمل من عدم النجاح مثلاً
طالب اوطالبة حضر حفل التخرج لكنه لم يوفق
كيف تكون ردة الفعل عليه وعلى اسرته؟
( لذا يجب قليلاً من التعقل والروية )
و أن تكون الحفلات بعد التخرج ليشعروا بلذة النجاح ، لكل جديد لذة
أما قبل حفل التخرج فيكون الطلاب والطالبات في مفترق طرق مختلفة
شرود ذهني والتفيكر في الحفل والإتصالات بينهم كيف ،متى ؟، بكم السعر ،أين المحل ؟
وربما يتداولون جميع ادوات الإستفهام في اللغة وماسيرتديه الطالب او الطالبة من ملابس وغيرها
تجدهم في الأسواق والمحلات لشراء ادوات متطلبات الحفل التي لايتم استعمالها إلا وقتاً قصيراً علماً بأن ثمنها عالٍ ومكلف !
لعشاق اللغة العربية ومتذوقي فن الكتابة، يرد في المقال عدة لوحات إرشادية ،لأنه ربما قد توضع لوحة -علامة – في غير موضعها فتغير المعنى
ومن جد وجد ؛ ومن زرع حصد
وستبقى حفلات التخرج شبحٌ مخيف و عبء جديد وضيف ثقيل على الأسر وموازنتهم المثقلة بالديون والفواتير والمتطلبات التي لا نهاية لها
وكل عام أنتم وطلابنا بخير .