بقلم/ محمد بن عبدالله آل شملان
بجهود واعية ومتميزة أخذ على عاتقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين، ووضع نصب عينيه جانب الثقافة والتراث والتأليف كونها أحد مرتكزات التنمية الفكرية التي طمح فيها إلى بناء ورعاية المواطن السعودي، ثم أسَّس مؤسسة التراث غير الربحية عام 2008م، وفي ظلهما أقيمت البرامج وإعداد الإصدارات الدورية وتعزيز التراث في مناهج التعليم من خلال ملتقيات المؤسسة العلمية ودوراتها التدريبية داخل المملكة وخارجها ودعمت المؤسسات والجهات التي لها علاقة بالتراث والتعاون معها فيما يسهم في المحافظة على التراث، وكانت المؤسسة بداية انطلاقة العرس التراثي الذي انطلق منه سلطان التراث بمسيرة إبداعات المؤسسة والمنتمين لها من التراثيين والمثقفين والمبدعين، فحصلت المؤسسة على لقب جائزة الدكتور عبدالرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة، عن فئة الرواد من علماء الآثار السعوديين، عام 2017م.
بخصوص تدشين مجموعة كتب الدكتور ويليام رو بولك في مدينة الرياض، مؤخراً، بمكتبة الملك فهد الوطنية، أود أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين مؤسس ورئيس مؤسسة التراث غير الربحية، الذي سيَّر كتب الدكتور ويليام رو بولك التي تحتوي على 7000 عنوان وعدداً من المخطوطات والمقتنيات الأثرية عبر أسطول الخطوط السعودية، وشاركت مكتبة الملك فهد الوطنية التي تعد هي الحضن الأساسي للكتب والمعارف، في هذا المنجز، الذي اتخذ له سمو الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة بدعم هذه المبادرة لاحتضان مكتبة الملك فهد الوطنية هذه المجموعة الثمينة، وهذا يعزز قيمة الثقافة والتراث والتأليف، ويضع بصمة للتاريخ السعودي، ويعرِّف به أكثر عند الشعوب العربية والإسلامية.
ولا يمكن أن تنفصل مختلف جهود تعزيز الثقافة على وطننا عن أثر تلك الطاقات الثقافية والفكرية والاقتصادية، التي تنتجها المملكة العربية السعودية، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ، وهي طاقات خضراء متطورة ومزدهرة، صديقة للتراث والثقافة والإبداع حتماً، لأنها صديقة للإنسان، من يملك الفكر الإيجابي، والمحب لتاريخ الوطن، والاعتزاز به، لا يمكن إلا أن يكون داعماً في جميع أفعاله للإحساس بالماضي، محافظاً على تاريخه وآثاره، أو ما هي ثقافته وما هي خلفيته ومن أين أتى ؟.
وحول التدشين، قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: ” إن اقتناءه للمكتبة ليس شغف بالآثار والتاريخ بل هو شغف بتاريخ بلادنا والقصص الجميلة التي حدثت في بلادنا، والدكتور بولك أحد هذه القصص بل هو سلسلة من القصص الجميلة التي بدأت سنة 1955م واستمرت حتى وفاته، وأنا سعيد جدأ بأن هذه الرحلة لم تنتهي بل ستبدأ من مكتبة الملك فهد الوطنية “، وقال: ” نحتفي بهذا الرجل الذي أحب هذه البلاد، ونحتفي بتاريخ هذه البلاد، كما نحتفي بالرجال الذين كانوا معه في رحلته وساعدوه في معرفة مناطق هذه البلاد المباركة “.
لا تكاد الحركة تتوقف في أرجاء هذه المؤسسة العريقة، ففي كل يوم تطل علينا بأمور مستحدثة وتطرق أبواب تاريخية مختلفة، جلها تصب في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالتاريخ والثقافة، وتسعى إلى مناقشة التراث واستشرافه، بهدف الإسهام في انطلاقة حضارية واثقة إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
جميل هذا الحراك الذي نشهده، والذي نطق به الأمير سلطان بن سلمان، حينما قال: ” والد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو قارئٌ من الطراز الأول، تعلمنا القراءة منه وحب التاريخ والوطن وحب الكتابة والتوثيق، وهذا كان بذرة انطلاق مؤسسة التراث الخيرية “.
بين عذوبة التاريخ وسحر الصور والمخطوطات والمقتنيات التي تم عرضها أمام الحضور بطريقة جذابة، عاش الحضور أجواء ساحرة في مجموعة كتب الدكتور ويليام رو بولك، الذي يشتاق إليها المتمعنون فيها بمجرد أن يودعوها، وتضاعف لديهم مشاعر الفخر والاعتزاز، وتدفعهم أخيراً لصياغة مستقبلٍ يليق بذاك الماضي العريق والحاضر المشرف.