مشروع طلاق.. «العرب ظاهرة صوتية»

 

IMG-20141217-WA0001

مشروع طلاق.. «العرب ظاهرة صوتية»

لم تبلغ قمة عربية الاهتمام البالغ من المواطن العربي كما كانت قمة «شرم الشيخ»، هذه القمة كانت تهمه وتمثله وتعنيه منذ اللحظة الأولى لمصافحة القادة إلى لحظة الوداع والبيان الختامي، وغني عن الشرح أن نقول لماذا كانت مهمة؟ أو لم كانت بهذا الضوء المسلط من البعيدين قبل القريبين وحال الانتظار القصوى للنتائج والآراء والتعاطي مع المشهد الجاري، لكنها مهدت للتفكير في إجابات للسؤال الثقيل: ماذا يمكن للوطن العربي الكبير فعله إذا ما كانت أصابع العدو على مقربة من «الحلق»؟ وأي الأعضاء يجب أن يتحرك أولاً وأخيراً؟
قمة العرب كانت اختباراً حقيقاً لمن يفكر في المستقبل بشكل جيد، وذاك الذي لا يعنيه ما قد يحدث غداً، لأن تفكيره منحصر عند خطى القدمين، كانت اختباراً دقيقاً لطلاق المجاملات والتخلص عن المحاولات الفردية وتعزيز العمل المشترك.
تفاءل وتفاعل العرب في بيان الختام مع مقترح التنسيق والتخطيط لقوة عسكرية عربية مشتركة، وهو يشرح خطوة منتظرة منذ جراحات مضت لأوطان شقيقة، لكن مثل هذا التخطيط الجاد لن يهبط واقعاً إلا متى ما كانت القلوب والعقول على هم متقاطع، طاولة واحدة، ورغبة صادقة في المضي نحو وحدة صف، ويبدو أن عاصفة الحزم مهدت الطريق لشيء من هذه الأحلام العربية المنتظرة، ولو لم يكن منها إلا أن التقت التحالفات الاستثنائية في ظرف وجيز، وكأنها تتنفس عن حال كبت طويلة، وتشير لمستقبل مختلف، على رغم تفعيل القوة العربية المشتركة ميدانياً، والقفز بها من خانة الأوراق والأرقام تحدٍ لا يقل عن أي تحد معاصر، إن لم يكن أكثرها ملئاً للساحات والمساحات والنقاشات، إذا ما أخذنا بالاعتبار أن كل نزْف عربي يصيح ويستنجد ويرى أن بارقة الأمل تلوح له، ويتعلق بها ولو لم تكن إلا من نافذة صغيرة، فكيف بها وهي تطل من ما يراه نافذة كبيرة جداً كقوة عسكرية؟، وهذا التفعيل يقود العرب للحضور بصفتهم رقماً صعباً في المعادلة السياسية العالمية.
ولأن العواصف لا يجب أن تأتي فرادى كانت السعودية تضرب بقوة في حضورها المنبري، امتداداً لتبعات نفاد صبرها من التنظير والتلاعب بالجمل والعبارات والمزايدات الديبلوماسية، فكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل يشرح العبث الروسي الطويل في المواقف على طريقة العاصفة الجوية بالضبط، حزم مباشر وجمل حادة تضع النقاط التي أضاعتها روسيا على الحروف التي ينبغي أن تكون عليها، وفي الإطار العام تقود روسيا لواحد من خيارين، أحدهما يصرخ به في النهار، وذاك يخشى منه في المساء، فالأول أن يكون بلداً صديقاً، والثاني ألا تضطر السعودية لاستبدال هذه النظرة الإيجابية تحت بند التصرفات الخارجة عن أدبيات ولوازم الأصدقاء.
من الآن وصاعداً سيكون التردد العربي والتفرغ للخلافات الجانبية بمثابة عودة مخيفة للخلف وامتداد لمغيبات الوعي التي سيعمل المزايدون على زرعها. ضياع خريطة الأولويات سيعيدنا للمربع الأول الذي يسمح بالتمدد للأفاعي والخونة وناكري المعروف، وقبل نقطة الختام أقف عند العبارة التي تستحق التوقف والتدقيق بوصفها التشخيص السليم للأزمات العربية قبل مشوار العلاج، ونصها: «الواقع المؤلم الذي يعيشه عدد من بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية، وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذي تقوده قوى إقليمية «وهذا التشخيص المختصر بقلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود».>

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com