رجال ألمع – عيسى مشعوف:
شدد الباحث التاريخي عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتور يوسف العارف على حاجة محافظة رجال ألمع إلى مركز لحفظ الوثائق والإسهام في نشرها والتعريف بها وحاجتها كذلك إلى مراكز بحثية تهتم بتاريخ المنطقة وفضائها الاجتماعي والحضاري وتفريغ بعض أبنائها الأكاديميين للإشراف على هذه المراكز .
وطالبَ جامعة الملك خالد في أبها وجامعة جازان وكلياتهما المنتشرة في المنطقة الجنوبية بالاهتمام بتاريخ المنطقة وتوجيه طلاب الدراسات العليا التاريخية والحضارية للكتابة والبحث في تاريخ المنطقة الحديث والمعاصر والقديم.
جاء ذلك في الندوة التاريخية التي قدمها في المركز الحضاري برجال ألمع خلال استضافته من قبل اللجنة الثقافية برجال ألمع مساء الأربعاء والتي كان عنوانها ( ديار ألمع الإنسان والمكان في الذاكرة الوثائقية ) وحضرها وكيل محافظة رجال ألمع ومدير التعليم وعدد كبير من الباحثين والأدباء وأعيان رجال ألمع .
وكان الدكتور العارف قد بدأ نورته التي أدارها ناصر جبلي بقوله إنه كتب قبل أحد عشر عاماً عن رجال ألمع وشيئاً من التاريخ الحديث دراسة وثائقية نشرت في إحدى الصحف إلا أنها لم تحظ بالنقاش والحوار .
مما اضطره لإعادة نشرها في كتابه آفاق النص التاريخي عام 1432هـ مؤكداً أنه استعان بالأديب إبراهيم طالع وعدد معه فيما يخص القبائل في رجال المع .
وأضاف أن الوثائق التاريخية وقيمتها المعرفية تعيد الباحث إلى منابع التاريخ الأولى مؤكداً أن الوثيقة هي الأساس والأصل للمادة التاريخية .
وأشار إلى أن أهم مميزات الوثائق التاريخية أنها أرقى أنواع المصادر والمرجعيات .
وأنها قادرة على كشف التطورات السياسية والاجتماعية وتمتلك قوة الإثبات والشرح والتفسير .
واستعرض في ندوته عدداً من الوثائق التاريخية لرجال ألمع كان منها وثيقة شعرية لأحد شعراء رجال ألمع أسمه محمد بن سروي من قبيلة شحب .
وقال إن المصادر التاريخية تشير إلى أن هذه الوثيقة منذ بداية تأسيس دولة الأدارسة عام 1326هـ حين وفدت القبائل العسيرية للمبايعة إلا قبائل رجال ألمع لما شعروا بالتأخر انتدبوا الشاعر وألقى قصيدة اعتذارية وقبلها الإدريسي وذكر أنه كان واضحاً فيها أسلوب الاعتزاز بالشخصية الألمعية وأنهم على الدين الحنيف
( الشرع المحمدي)
وأوصى العارف بأهمية التنسيق مع مركز الدكتور عبدالله أبو داهش ومركز الدكتور محمد آل زلفة لإقامة الندوات والمحاضرات والدراسات عن هذه الجوانب الوثائقية وتسليم مالديهم من صور ووثائق للمركز الموصى بإنشائه وكذلك البيوت والأسر العلمية التي تحفظ الوثائق المحلية (وخاصة آل الحفظي) وأخيراً توجيه عناية النادي الأدبي بأبها، ولجنته الثقافية في رجال ألمع، ومجلس ألمع الثقافي للاهتمام بالجوانب الحضارية والوثائقية والتاريخية للمنطقة عن طريق استقطاب المحاضرات والباحثين والمهتمين وإعداد قاعدة بيانات وثائقية..>