عفواً .. الخطوط الجوية السعودية إلى متى وإلى أين المسير ؟!
شذى الشهري ..
ما الذي جرى لخطوطنا.. فقد كانت من أوائل الخطوط تنظيما، وحسن استقبال، ووجبات مميزة، وخدمة ممتازة، ومواعيد مضبوطة. ثم ما لبث الوضع أن تبدل إلى حال لا تسر..!
كنت أشد حرصا وحبا على امتطاء نسرنا السعودي ، طيراننا المفضل الذي اكتسح أفق الطيران رقيا ، وتميزا ، بجهود القائمين عليه ، الجهود الجبارة التي تشير إليها البنان ، ولا تنكرها العيون والأذان ، واليوم أصبحت واحدة ممن لا يفضل السفر على متن الطائرة السعودية وأقصد في الآونة الأخيرة ولكن ( مكره أخاك لا بطل ) .
أقر زوجي أن يؤدي مهمته الوظيفية في ( دورة عمل خاصه ) لبضعة أيام ، حيث حجز مقعد على الطائرة في وقت مبكر .. و على الدرجة المتاحة .. درجة رجال الأعمال ، صباح يوم الجمعة الثالث عشر من جمادي الآخرة على الرحلة ( 1655 ) التي تقلع من الرياض إلى أبها في الساعة ( 5:20 ) فجراً ..
وعندما تتساءلون عن السبب ؟ أرد قائلة : لسعتني الخطوط السعودية ، أقصد تجارب مريرة ، عندما تمر بها ، تعاف فيها نفسك قبل أن تعاف السفر عليها ، هذا تصويري لمشاكل هذا الطيران الذي ترك انطباعا في خاطري بانه عنصري بعض الشيء ليس لموطنه بل لغيره ، فالسعودي ليس مهما أن يعامل معاملة حسنة كغيره ؛ لأنه في الأول والآخر مجبور على اختياره السفر عليها ، فمن النادر اليوم أن يحظى السعودي على المعاملة الحسنة كغيره من الجنسيات الأخرى وبالأخص الأسيوية ، وبات من الصعب أن يحتفظ بامتيازاته السابقة مع الأفواج العديدة ، ومن الواضح أن الطيران السعودي – كما أحسست – يحرص على أن تصل سمعته الطيبة بالمعاملة الحسنة لغير السعوديبن ، وأخص الجنسيات الأسيوية ،وهم الأهم ؛ لأنهم الكثافة الأكبر، ويمثلون الربح الأكثر للشركة ، ولذلك ليس مهما أن يعامل السعودي كغيره من حملة الجنسيات الأخرى ، فليس من الغرابة أن يفتح الكاونتر لغير السعودي وإن وصل متأخرا ، أما السعودي فيحرم من استقبال حقائبه وتصدير تذكرته ، ويقال له ( بوردينق ) أي حان موعد الإقلاع وإن كان موجودا أمام الكاونتر في نفس وقت وجود الآخرين من الجنسيات الأخرى ، هم تستقبل حقائبهم ، وتصدر لهم التذاكر، وهو يقف يلطم حظه العاثر ، فإن كان متأخرا قليلا ، فيتحمل شدة قوانين السعودية عليه والتي لا تكون مرنة إلا لغيره ، ويرضى بالأمر الواقع ، فيذهب ليحجز على الرحلة التالية ، متكبدا دفع غرامة التأخير ، ولكن إن كان قادما في الوقت المناسب وكان التعطيل من زحمة المسافرين ، والطابور الطويل ، وسوء التنسيق من إدارة الطيران ، فما ذنبه أن يقال له ( بوردينق ) ولا تدخل حقائبه ؟ هل يغادر بسهولة للرحلة التالية ؟ ام أنه يطالب بحقه من خطوط اعتادت ان تضع غرامات ، على المخالفين تزيدها ربحا؟ ولكن هي من يضع عليها غرامة عندما تخالف؟ ! لماذا المسافر لا ينال حقه ويعوض عن أخطاء تقع فيها الخطوط الجوية السعودية ، في حال حدوث حالات طارئة أو أخطاء من سوء إدارة ؟
فعندما وضع المسؤولون في الخطوط الجوية السعودية قوانين صارمة تلزم من يسافر على متنها أن يتبعها ، وفي حال مخالفتها يغرم أو يتكلف بدفع غرامات ،ومجبور أن يدفعها لأنه دفع أضعافها ؛ لشراء تذكرة سفره وهو مضطر ، فهل وضعت السعودية قانونا يحفظ حقوق المسافرين عندما يحدث أي طارئ عليهم يضرهم بالتأخير والانتظار الطويل ولساعات وأحيانا ليوم واحد ؟ سواء لرحلتهم أو استلام حقائبهم المتأخرة أو ( الضائعة ) ؛ بسبب كثرة رحلات الترانزيت ؟ وهل التعويض يكفي ليعيد اجتماعا مهما تترتب على فضه خسارة كبيرة ، أو موعدا في مستشفى لا يتأجل ؟ وما ذنب أولئك القادمين من مناطق خارج الرياض ؟ أين يذهبون عندما تتأجل رحلتهم لفترة طويلة .
فمن يحاسب الخطوط الجوية السعودية حين تخطئ في حق من يسافر على متنها ؟
هناك تساؤلات تراودنا حول مواقف وتصرفات يقوم بها موظفو الخطوط الجوية السعودية ، تشعرنا أنها تبطن كسبا ماديا للشركة على حساب تعطيل رحلات بعض المسافرين وتأجيلها لوقت آخر ، فعلى سبيل المثال ، لأول تساؤل ،لماذا يأتي أحد موظفي الخطوط السعودية لأسرة عربية يساومها على التنازل عن حجزها وتأخيره ثلاث ساعات مقابل تعويض مالي يقدر بأربع مئة ريال لكل تذكرة ، فما المصلحة العائدة على السعودية غير أنها تريد أن تبيع مقاعد تلك الأسرة لأشخاص آخرين مضطرين للسفر ويريدون دفع المزيد ،وفي صالح السعودية حتى لو دفعت التعويض البسيط ، والذي لا يمثل فائدة لتلك الأسرة مقابل انتظارها ساعات في المطار للرحلة التالية ، وإن قبل بالعرض آخرون ، لم ذلك الشاب السعودي يشتكي في برنامج صباح السعودية ، ومباشرة بعد تأخير رحلته بالرغم من حضوره في الوقت المناسب ليقال له أن لا مقعد له ؟ لمن ذهب مقعده ؟ وما تبرير أن يأتي شخص آخر من جنسية أسيوية بعده وتصرف له بطاقة البوردينق بعد إدخال حقيبته ؟ فيتألم قائلا : ( لم هذه العمل الذي يجحف حقي وأنا مواطن سعودي ؟ ولماذا يأخذ مقعدي شخص أخر؟ ) وتبرير ذلك يردون عليه قائلين : أن من أخذ مقعده والأولى هو من دفع أكثر، وما قصة ردهم لكل من طالب بحقه أن الأولى من حجز أون لاين ؟ فهل له الحق أن تصدر تذاكره وتدخل حقائبه وإن كان متأخرا ،وغيره وقف ساعات في طابور لايتحرك بسبب إدارة تفتقر للتنسيق وحسن توزيع العمل ؟ وفي النهاية يلقى اللوم على الراكب المجبور على السفر عليها لأنها الخطوط الوحيدة المحتكرة لسوق الطيران على أرض الوطن للسفر ( دايركت ) رأسا دون المرور والتوقف في أثناء رحلتها .
موقف ذلك المواطن ذكرني بموقف أخرجني من زمام هدوئي ، حين تطاول علي مضيف أسيوي بالاستهزاء عندما طالبت بمقعدي الذي يحمل رقما اخترته من كاونتر البوردينق فأتفاجأ به أنه لغيري ولنفس جنسية المضيف الذي قال لي أن لم يعجبك المكان في هذه الطائرة هناك مكان آخر في الطائرة التالية ، آلمني كلامه وكأن الطائرة ملكه وزادني ألما أن الطائرة سعودية وأنا مواطنة سعودية أعامل بهذه الطريقة ولا أستطيع أن أفعل شيئا غير أنني أشكي الإدارة سوء تصرف المضيف وتطاوله على الركاب دون احترام أو خوف وكأن الطائره ملكه لوحده .
مواقف عديدة وتجارب سيئة تضعنا فيها الخطوط الجوية السعودية ، ولكن في الأخير لسنا نحن مجبرون على امتطائها ؛ لأن لنا البديل عنها ينقلنا رأسا لوجهتنا .
ولكن تبقى آمالنا أن ترتقي الخطوط الجوية السعودية ، للأحسن والأفضل ، وخاصة مع افتتاح المطارات الجديدة لتليق به وبإمكانياتها الهائلة ، وأن تجعل المكسب الأول لها السمعة الطيبة ، كما ونطمح أن تعود الطائرات على عهدها السابق نظيفة لا ترهق أنوف ركابها بسوء رائحتها كما هي الآن ، وأن يعاد تدريب موظفيها ليقدموا أفضل معاملة تهون مشقات السفر على من يركب متنها.
فليعود الطيران السعودي قولا وفعلا طيران خمس نجوم ، وللجميع ، وعفوا الخطوط الجوية السعودية إذا قلنا لك قوانينك مرنة ( لناس وناس ) .
فإلى متى خطوطنا العزيزة تشيحين بوجهك عن من كانوا مصدرا لدخلك وعونا لوجاهتك.. إلى أين المسير ؟!
كلنا أمل أن تعود الخطوط إلى سابق عهدها.. تؤدي واجبها نحو الركاب ولا تتنصل منه.. تخدمهم وتحافظ على راحتهم.. وما ذلك على الله بعزيز ..>