الوفرة والندرة

عهد الشهراني

ما بين الوفرة والندرة هناك عوالم ومعالم هناك الكثير والقليل هناك مدارات ودروب وهناك خطوات وعثرات وفالمحدود واللا محدود عليها قد نجد ان غالبيتنا يتحدد مسارة ويرتسم طريقه ويرى به دروبه بناءً عليها لانها قد تكون ركيزه أساسية ومنظومة معتمدة في تحديد اختياراتنا ويتحدد بها طريقة تفكيرنا لانه عادةً ينظر الناس للفرص في حياتنا بطريقتين مختلفة وعليها أما أن ترى الفرص كثيرة ومتنوعة ومتاحة للجميع أو هناك من يرى أنها محدودة وقليلة ولا بد من التنافس مع الاخرين لإقتناصها وإكتسابها والفوز بها .
وهذا بالتحديد ما تحدث عنه العالم ستيفن كوفي في كتابة “العادات السبع للناس الأكثر فعالية ” حيث أنه قسم العقليات في التجاوب مع الفرص والتفاعل مع الحياة في مختلف المجالات إلى عقليتين:
الأولى : عقلية الوفرة /
حيث تجد صاحب هذه العقلية دائماً متفائل ومتصالح مع ذاته، يسعى للنجاح حتى وإن فشل ويؤمن بأنه لا يوجد فرصة أخيرة في هذه الكون يصنع من أنصاف الفرص نجاحات عظيمة ودائماً ما يساعد من حوله ليحققوا أهدافهم فتكون عقليته تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع وخيراً يكفي الجميع في هذه الدنيا ، فلست بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت، فهناك خير يكفي الجميع.
الثانية : عقلية الندرة /
صاحب هذه العقلية دائماً ما يكون في دوامة اللوم واليأس وجلد الذات ،كما أنه يرى أن نجاح غيره هو تهديد مباشر لنجاحاته وعادةً ما يكون متوتر وقلق ولا يعيد المحاولة مره اخرى بل يستسلم فتكون عقليته تؤمن أن الخير و الفرص محدودة جداً كما يقولون: ( اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي أحد غيرك يأكلها )
فأصحاب عقلية الندرة يرون أنه لابد أن يكون هناك واحد خسران، فالحياة كلها صراع وتنافس !
من يفكر بعقلية “الوفرة” يرى أن الفرص حوله كثيرة و متكررة ، أما من أشغلتهم عقلية “الندرة” فهم يرون أن حصول غيرهم على فرص أفضل يعني ضياع مستقبلهم، فتجدهم في توتر و إحباط مستمر !
التفكير بعقلية الوفرة يساعدك على أن تعيش حياة مليئة بالنجاحات وتشعر بالرضا، وأن تكون من المانحين بدلاً أن تكون من المُتلقين فقط .
سيساعدك تطوير طريقة تفكيرك على الاستفادة من الفرص الجديدة التي تصادفك، والتعاون مع الآخرين لتحقيق أفضل النتائج، والشعور بالثقة والأمان في حياتك.
من جهة نظري الشخصية أرى أن عقلية الوفرة والندرة مفهومان سائدان بالحياة ، فإن آمنت بالوفرة وعملت بمفهومها سترى التغيير في حياتك وحياة غيرك لأن الأفكار لا تنتهي والخير يكفي للجميع ‬⁩وما يجب أن نلتفت إليه..هو معيار الاختلاف والتفاوت وعدم القفز على معايير مستهجنة وغير مُبرَرة..الوفرة ليست عيباً أو ميزة وبالمثل الندرة ليست عيباً كي تجعلنا تحت ضغط الحاجة فتتصارع في نفوسنا لمئات الحاجات وقد تكون عائقاً أمام السعادة لاني اعتقد أن السعادة تكمن في عدم الاستسلام أمام هذه النقيضين ألا وهي “الوفرة و الندرة” كي لا نفقد قدرتنا على السعادة والإستمتاع بالحياة .

 

شاهد أيضاً

الرياض تقرأ

بقلم المستشار أحمد بن علي آل مطيع سررت بالاقبال الكبير .. والتواجد الرحيب والحضور الكمي …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com