جولتنا الصحفية وسيارة مصهف

بقلم/ حسن سلطان المازني

في ذات صباح باكر وحسب برتوكول العمل الصحفي الميداني الجاد أنطلقت انا والابن سلطان رشدي المازني الذي أصر على مرافقة عمه الخبل مع بغاسيس الفجر الاول إلى محايل حيث التقينا بثالث اضلاع الجولة الصحفية الزميل مصهف بن علي عسيري الذي أنظم علينا من بلدة ((مراتخ))في بحر آبو سكينة…الجولة كانت مرسومة مذ الاسبوع السابق الزميل مصهف وكطبيعة الاوفياء اخذته الشفقة على سيارتي البيجو الجديدة انذاك من عبور الأمكنة التي ننوي ان تكن وجهتنا لها فلطلب منا وبالاحاح ركن سيارتنا وامتطاء سيارته الجبيلة ذات الدفع الرباعي ((صالواون لاندكروزر)) جاءت الموافقة بسرعة البرق وامتطينا الليث الأبيض إلى روام حيث كان الشيخ الفاضل محمد عامر مدير المجمع التعليمي للبنين بروام قد اعد لنا وجبة إفطار دسمة وصدفة التقينا بزميل سلاح المظلات الوفي أحمد بن علي هادي عسيري الذي بالكاد تخلصنا منه بموعد قادم..بمسجلاتنا وكاميرات التصوير القديمة ((مانويل))انطلقنا عبر وادي روام وقبل ان نصل إلى بحيرة سد روام التي ردمتها اتربة السيول وجدنا جدي صغير وقد علق براد أصفر برأسه وهو يبحث عن قطرة ماء ولكنه وقع في شرك ذاك البراد الذي حجب عنه رؤية رفقاه القطيع فوثب مصهف وسلطان ليحررا رأس الجدي من البراد الأصفر ولولم تكن معداتنا متروسة بالبر والسمن والعسل من فطور الشيخ عامر لحررنا رأس الجدي عن جسده… كعادة الصحفي الذي ابتلاه الله بحب الشقاء وذرع الجبال والأودية والسهول لنقل معاناة المواطن ومطالبه قفز بناء الفضول إلى سبر المزيد من معناة سكان الاهمال الالمعية الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات انذاك ولا نعلم هل لا زالت حتى الآن ام انها قد تحسنت في تلك المضارب واجهونا الأهالي باصالتهم وكرمهم وأعدوا لنا وجبة عشاء يسيل لها اللعاب…في اثناء تسجيل وتصوير اللقاءات سقط بنا غطاء الكاميرا خلف إحدى مساند المجلس ولكن لم نحدد مكانه فكثرنا بخيرهم على كرمهم الحاتمي وعدنا ادراجنا بدون غطاء الكاميرا باتجاه روام قاصدين العودة لمدينة محايل وبالكاد اجتزنا وادي روام بإتجاه سحر ال عاصم حتى توقف بناء الليث الأبيض فجاة وكما هو معروف فمعظم قادة المركبات سائقوا طارة فقط وبعد محاولات لم تنجح في تشغيله ترجل مصهف وسلطان سيرا على الأقدام إلى سحر ال عاصم لعلهما يجدان فني وحسب العرف تركوني في السيارة كتقدير لشخصي وكقائد رحلة وكبيرهم الذي يعلمهم الخبال…فتحت كبوت الصالون المصهفي وبينما انا أعبث بالليات وجدت سستة متدلية فاعدتها لطبيعته وصدفة ادرت المحرك فأشتغل الليث الأبيض ويالها من فرحة وحركت السيارة وعلى مسافة ليست بالقصيرة وجدت مصهف وسلطان عائدان بخيبة امل وتعب ولكنهم نسيوا كل ذلك عندما اشتغلت المركبة وبدأت التساؤلات ((كيف شغلته))وليتهما يعلمان إنها الصدفة وحدها هي التي ارشدتني إلى تلك القطعة الصغيرة التي كانت سبب التوقف…عدنا إلى البيجو وعاد كل واحد منا إلى وجهته يحمل صور شتى عن معاناة العمل الصحفي الحقيقي والذي قد لا يدركه الجيل الحالي.

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com