التعاطي مع الحالة المرضية في الداخل والخارج

بقلم /حسن سلطان المازني

لست اعلم فقد يكون حظي الخارق هو الذي جعل أمور علاجي تتعثر في الداخل رغم الإمكانات الطبية الهائلة من اجهزة متطورة وامكانات بشرية التي وفرتها ودربتها الدولة وفقها الله ممثلة في وزارة الصحة ولكن ربما ان موقف واحد جعلني أتساءل عن سبب ما آلت اليه بعض الأمور…عملت فحوصات في بعض مشافي الداخل الخاصة فأظهرت النتائج ضعفاً في عضلة القلب وانسداداً في بعض الشرايين وكان من ضمن اجراءات العملية خلع جميع الأسنان وترك فمي مغارة فاغرة ولكن لم اقتنع بهذا الاجراء الطبي وتمردت على الطبيب وماطلت حتى قيض الله لي السفر إلى الخارج برفقة الابن البار محمد وفقه الله وإخوانه واخواته ولا انسى الموقف الجميل لأم العيال التي شجعتني على السفر رغم اني لست من عشاق السفر لخارج الوطن إلا للضرورة القصوى ولا انسى فضل الله ثم فضل بعض الأحباب والاصدقاء الذين دعموني مادياً ومعنوياً دون ان أطلب منهم ذلك ولكنه فاء الاوفياء المهم اني شرحت للدكتور المختص في تلك الدولة العربية الموضوع بكل تفاصيله فطلب مني اجراء بعض الفحوصات وبعد ان طلعت نتائج تلك الفحوصات عدت إليه اليوم التالي حسب الموعد فقابلني مبتسماً فساورني الشك في تلك الابتسامة فقد تكون مقدمة لخبر غير سار كتهدئة فقال بدون مقدمات انت صحتك طيبة ولله الحمد واسنانك سيقوم مختص بترميمها وليس بخلعها وضعف عضلة القلب بسيط ولا انسداد في الشرايين ولا تحتاج لا عملية ولا منظم وبعد عدة جلسات عند الدكتور الماهر عَمَر ثروت أزال خلالها كوم من الجير الملتصق بالأسنان وترميمها وبحرفية متناهية منه ومن فريق العمل في عيادته حيث كانت كل جلسة لا تقل عن 4ساعات متواصلة وكان هو وفريقه الطبي والفني يُهنئوني بنجاح كل جلسة ما زاد من حماسي الذي كان منتكساً…بصرف النظر عن ان الموضوع تم بالعملة ولكن هناك ماهو أهم من الفلوس فهناك فن التعامل الأدبي والاخلاقي والمهنية العالية وزرع التفاؤل لدى المريض …نحن في المملكة الغالية لدينا بفضل الله ثم بفضل الدولة وما تنفقه بسخاء على صحة وإسعاد المواطن صروح طبية عملاقة وكوادر طبية وفنية وتقنية على ارقى المستويات ولكن كثرة المراجعات والتباعد بين المواعيد وقفت حجر عثرة للاستفادة من تلك الإمكانات المهولة خاصة لمن هو في سني ما دفع الكثير إلى المشافي الخاصة هرباً من المواعيد المزعجة وخاصة المرضى الذين تكون حالتهم المرضية غير قابلة للتأجيل ولذلك لا يستغرب ان يكون التشخيص في بعض المشافي الخاصة غير دقيق والذي قد يجعل المريض يدفع الثمن غالياً نتيجة عدم دقة التشخيص لحالة المريض…صحيح اني لم أعد أقوى على الأسفار لسني ووضعي الصحي ولكن كما يقول المثل المحلي ((ما ضدك بحظبها ؟ قال البرد)) ضدك يعني أجبرك حضبها يعني حظنها لذلك اتمنى من معالي وزير الصحة ووزارته الموقرة النظر في وضع كُثرة المواعيد وتباعدها والتي قد يقضي المريض نحبه وهو ينتظر الموعد والاعمار بيد الله تعالى ثم ان غالبية المرضى اتجهوا إلى المشافي الخاصة هرباً من مواعيد مشافي وزارة الصحة رغم الكلفة المادية التي قد تجبر الشخص على الاقتراض أمدكم الله جميعاً بالصحة والعافية…من ارض الكنانة ودعتكم ربي.

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com