الشاعر عبدالله الجزلاني البقمي
للبيد وجهٌ مليحُ السمتِ مبتسمُ
وبسمةُ الأنسِ في الآفاقِ ترتسمُ
يا داعياً لضفاف البحر أشرعتي
أفسح لفلكي فإن الموج يرتطمُ
مكانَكم خلِته للبوحِ مكرمةً
أحاط بي كرم ما بعده كرمُ
مرّ النداءُ … وقبل الإُذْنِ تسمعُه
من فرط شوفي تهادت نحوُه ( نَعَم )
كأنني لذت من كرْبٍ إلى سِعَةٍ
فالفكر قد فاض والأفكار تزدحمُ
من جُعبة اليوم لا من نسجِ عابرة ٍ
إليكمُ البعضَ مِما قلت … فـ استلموا
اني ملئٌ بما لا ينتهي عددا
متيمٌ .. عاشقٌ .. قد صابه نهمُ
في حبِّ مملكةٍ كانت وما فتئت
تحظى بمنزلة ٍ تعلو لها القممُ
كيف الوفاءُ لأرض ٍ خيرُها غدقاً
كيف الوفاء … وفي أعناقنا قَسَمُ !
بل كيف نغفو وصوت الحق يدفعُنا
الارضُ ثكلى …. وابن الأرض معتصِمُ
لا خيرَ في قِصَصٍ تِروى .. وفي أدب ٍ
لا يُذكرُ فيه فضلُ الله والنعمُ
حمدٌ على وطن ٍ تَحكي مسيرَتَه
حوافرُ الخيل ِ .. والإقدامُ والهممُ
للمجدِ سعيٌ وللعلياءِ راحلةٌ
إرثٌ من الغيم ِ ما سارت به قدمُ
سار بجمعٍ من الحُكامِ نعرفُهم
رجالُ عز ٍ بسيف العدل قد حكموا
عبدُالعزيز …. وطمس الجهل غايُتُه
لم يُبقِ للشرّ عُبادٌ ولا صنم ُ
أزال بالدين أرضاً عاثَ ساكنُها
في كلِ شِبرٍ يزال .. تُغرس القيم ُ !
كأنه قال .. للأجيال مقتبساً :
( كونوا جميعاً بحبل الله واعتصموا )
حتى بدت في عيون الكون قاطبةً
في عهدِ سلمان …. قد قامت لها أممُ
عزمٌ .. وحزمٌ .. وميدانٌ .. وملحمةٌ
يقودها عَلمٌ .. من خلفهِ علم ُ
محمدَ النهضةُ الكبرى تؤرقه
حتى استفاقوا هُواة النوم وانهزموا !
أضحى المكانُ سباقاً فاق أزمنةً
سباق عقلٍ من الأعداء يُحترم ُ
من بعد رؤيته تاقَوا لرؤيته
كأنهم من صنوف الحربِ قد سئِموا
تستنبط الهِممَ من فيضِ هامته
ومن مسيرِ خُطاه ….. تؤخذ الحكم ُ
أهدى لدولته .. درساً تردده :
( من قوة الأمس لا تستجلب الشيم )
حروفُ درسٍ بماء الوجه قد نُقشت
مِدادُهُ عَرَقٌ .. ما خطّه قلم ُ !
أنهيتُ قولي وما جادت مخيِلتي
بوصفِ صدقٍ .. يقينٍ .. ما بِه وهمُ
إني – وإن كنت مداحاً لموطنهِ –
بالبخلِ والشُحِ والتقصيرِ متهم ُ !!