بقلم د. فايز بن علي آل صالح الأسمري
أخي المعلم
عندما تنظر إلى طلابك في الصف فأنت أمام تنوع كبير في الهوايات والاهتمامات والتوجهات والقدرات لذلك لا بد أن تعطي نفسك فرصة للتعرف عليهم عن قرب حتى تعرف كيف؟ وأين؟ ومتى تحرك المحرك المناسب لكل منهم؟ وتشعل فيهم جذوة الحماس لما تطرحه من أفكار.
استثمر موهبة التصميم عند أحد الطلاب في تصميم إعلان عن الدرس القادم
واستثمر موهبة الإلقاء عند الآخر في التمهيد الجاذب للدرس، وموهبة الفن في رسم عنوان الدرس، كما يمكنك استثمار مشكلة يعرضها أحد الطلاب في فتح حوار تديره لخدمة الدرس، وهذا ما سيجعل الطلاب يشعرون أن الدرس يعنيهم وهم المسؤولون عنه وعن نجاحه وعن تحقيق أهدافه.
عندما نقارن استثمارنا في المدارس والفصول الدراسية بسوق الاستثمار التجاري نجد أنه في سوق الاستثمار التجاري وعندما يحدث خلل في الأسعار وارتفاع أو انخفاض يتوقف الكل ويتحرك البعض للبيع والشراء وقد يتضرر الكثير حتى يعود الوضع للحالة الطبيعية.
فماذا نقول عندما يضطرب العمل في سوق الاستثمار الأهم (المدرسة) عندما لا ينضبط الطلاب في الحضور لاستثمار الوقت، والخبرات، وتطوير أنفسهم، والاستزادة من المعرفة، وعندما لا يحرص المعلم على تقديم الدروس للطلاب في الأيام التي تأتي بعد الإجازات والأسابيع أو الأيام الأخيرة من شهر رمضان، أو نهاية الفصل الدراسي، أو في بدايته باعتقادي عندما يحدث مثل هذا الأمر سيتضرر الجميع لكن الضرر الأكبر سيقع على الأكثر حرصا على الحضور لأنه يسعى لتحقيق المكاسب فلا يتحقق له ذلك بسبب ذلك القصور، فهل يعني عدم الحرص هذا أن استثمارنا في المدارس يقل أهمية عن استثمارنا في الأراضي والأسهم ما يعكس أن بعض خبرائنا في استثمار طلاب في المدارس (المعلمين) لا يشعرون بأهمية هذا الاستثمار في بناء الوطن وغرس قيم الانضباط واحترام الوقت.
وأكاد أجزم أن كل مدير ومعلم لا يقبل إلا أن يحقق أعلى استثمار في طلابه من خلال غرس قيمة الانضباط العالية، وتوفير وسائل الجذب لتعزيز ذلك.
فلنجعل استثمارنا في مدارسنا يفوق كل الاستثمارات فهو يحقق نهضة الوطن ودوام رفاهيته، وليكن الانضباط واستثمار الوقت عنوان هذا الاستثمار العظيم.
د. فايز بن علي آل صالح الأسمري
الاثنين : 1 أبريل 2024م