بقلم المستشار / عوض بن صليم الزهيري القحطاني
قبل عقدين من الزمان تحديدا في منطقة نجران مررت بمغسلة الاموات لدفن أحد أبناء قبيلتي رحمه الله..
لفت انتباهي لافته فيها الحديث الآتي..
عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد”.
تأملت كثيرا في الحديث ووقع في قلبي وتخيلت هول موقف وفاة الابن..
فرددت اللهم اربط على قلبي أن حصل لي مثل ذلك ولا تحرمني بيت الحمد وقت عزائمي فأنني عبدك الضعيف قد افشل في ذلك الاختبار.
في صباح يوم ١٢/١٢ / ١٤٤٥ فجعت باتصال الساعه تقريبا ٩.٣٠ص من أحد أقاربي يخبرني بأن ابني (عبدالمجيد) وقع عليه حادث في محافظة سراة عبيدة أثناء تواجده مع والدته ببيت أخواله ايام العيد.
أخبرني أنه طيب ويلزم حضوري.
أيقنت فعلا ٩٠٪ أنه ميت الا برحمة من الله وكان همي الوحيد شيئن أن لابي أحد بحادثة والهم الاخر أنه صلى الفجر في وقتها.
بعلمي رحمه الله أنه صام يوم عرفه وجلس في المسجد حتى طلعت الشمس..
فإن شاء الله أنه نال الآجور التاليه.
١.اجر صلاة الفجر في جماعة..
عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ فيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ)
٢.اجر صيام يوم عرفه..
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله ﷺ سُئل عن صوم يوم عرفة، فقال: يُكفِّر السنة الماضية والباقية، وسُئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: يُكفِّر السنة الماضية، وسُئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: ذلك يوم وُلِدْتُ فيه، وبُعثتُ فيه، وأُنزل عليَّ فيه. رواه مسلم.
٣.أجر جلوسه في المسجد حتى تطلع الشمس.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .
أجريت اتصال على والدته بحذر حتى لاافجعها.
هل عبدالمجيد صل الفجر ؟
فردت بأنه صلى مع والدها في المسجد وتناول الإفطار معه.
فانسحبت بهدوء وأغلقت الهاتف بابتسامة حمدا أنه نال اجر صلاة الفجر في جماعه وايضا اطمنأنت أنه لوحدة فقط.
تمالكت نفسي وتذكرت (بيت الحمد) وتجهزت للموقف انطلقت من منزلي بمحافظة أحد رفيده متجهاً لمحافظة سراة عبيدة مابين أمل أن يكون حيا بإذن الله وفي قرارة نفسي أنه غادر إلى رب السموات والأرض واهب الصبر لمن يشاء.
دخلت بوابة المستشفى وفي (اذني يتردد أحسن الله عزائك) كان برفقتي أخيه الأكبر(عبدالعزيز) نزلت والخطوات تتقارب وجدت خاله وجده امامي في وجوههم عبارات الحزن وفعلا سمعت العباره(أحسن الله عزائكم).
تمالكت وابتسمت رضى وسألت سوالي المهم هل ابتلى مسلم في حادثه أو كان لوحدة ؟
قالوا بل لوحدة فحمدت الله على قضائه وقدره. وتذكرت بيت الحمد.
طلبت من خاله أن يبلغ والدته بهدوء مع اخواتها.
ابني عبدالمجيد ليس بالسىء حتى صمت أثناء خبر وفاته ولم يكن عاق بل ابن صالح مطيع حسن الخلق مع الكل ..
ولكني تذكرت حسن الظن بالله:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
وأجر الصبر..
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. الخطاب في قوله: وَبَشِّرِ للنبي صلّى الله عليه وسلّم أو لكل من تتأتى منه البشارة. والجملة عطف على «لنبلونكم» عطف المضمون على المضمون أى: الابتلاء حاصل لكم وكذا البشارة لكن لمن صبر.
فالحمد لله على قضائه وقدره وأنا لله وانا اليه راجعون.