التوكل قوّة


أن تحيطك المسرات ،و تعلونك البسمات ، وتتجدد الضحكات، كما لو كان فجر جديد يبدد الظلام ويتجلى به النور فيضيء لك الطريق وتحصد الأرواح بهائها وتلقي النفس سَعدها ،بحلة نقية تتلقاك السعادة ويغمرك السرور و تتغير المجريات وتتنوع السُبل ولتحقيق الوصول للمبتغى الأسمى فتكسب ما تريد حيث تجد نفسك في قمة الهدوء والسكينة بعد عدد من المراحل المتجلية التي مررت بها.
فقط “وكل امرك لله” تخلى عن التمسك المفرط بالأمور ودعها تجري كما أراد الله لها فلو استمريت على التغاضي وعدم التوكل المطلق لله بإيمان صادق وجازم سترتاد ذات الاحداث كدوامه لا منتهيه .
لذلك نجد أن عوامد الإستقامه تكون بكثره الإعوجاج والعديد من الإنحنائات بممرات متباعدة قد تصاحبها محدودية العون ، وتتوالى باستمرارية السقوط وحتمية النجاة وتكون ضئيلة إلى حدٍ ما ،قد يكون فيها العديد من الهزائم والكثير من تقلب الحال كما لو كان كتاب متقلب الصفحات ومتباعد العناوين ومعدوم الروابط .
لطالما حثنا الدين الاسلامي على أعمال العقل والتفكير والتطوير من انفسنا ولتنمية العقل والتعلّم والتدبر فقد قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمونَ والَّذِيْنَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) .
ومن هنا ارى بأن الأحرف تتسابق و الكلمات تتلاقى بالكثير من العبارات لتصنع الحكمه خلف معانيها هناك العديد من المواضيع لتتمحور حول كيفية ايصال تلك الفكرة والاصل ان تكون كما هي بمهابة تعمقها ، فبالتوكل مسرة دائمة وسعادة غامرة وراحة شاملة وحال مستقيمة ونفس راضيه .
حالما تتوكل على الله بصدق ترى الأختلاف لمنظورك بشتى الامور فمن خلال اعزوفه الحياة وترتيباتها الإلهية والتي بدون ادنى شك ليس لنا فيها اي تدابير شخصية، قد نمر بلحن جديد ونغمه حانيه ذات ايقاع متواتر غير مستجد لنا بطريقة ملفته .
ولربما لو كان لنا وقع الاختيار والتي بلا ادنى شك ستكون اختياراتنا ضمن خيره الله المختاره لنا .
وفي هذا العجب – ما بال الانسان !! يتعجب من اموره وهو موقن انها ضمن وتيره تدابير الله على نطاق واسع جداً، قد يجعل الإنسان في حيرة من أمره قد يكون التساؤل عن الحكمه الكونية سببً شاملاً يجعلني أستحث خطاي لأَعبر بها عبر ممرات جديدة وساحات منتظمة وفق منظومة الحياة الرتيبة والدارجة كما العادة .
فكل إنسان عباره عن مزيج نفسي ووراثي وثقافي وقد يكون محصلة لعدة عناصر وظروف ومؤثرات مر بها فهذا التنوع يجعل لكل منا نغمته الخاصه به ومن أهم هذه العوامل تذكير النفس بخالقها وتعزيز الأيمان والتعلق بالتوكل على الله فقد قال رسول الله: ﷺ “لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا.” ‏فنجد أن التوكل قوّة.. فإن إكتسبت هذه القوة فقد ربحت ولو جُمعت للمرء أشكال المواساة وألوانها فلن يجد شيئاً يمسح على قلبه ويقوّي أركان طمأنينته مثل تفويض أمره لله واستشعاره أنه في ظلال معيّة الله وأن الله كافي أمره فأحسَنَ التوكُّلَ على الله يحسُنَ الله جميعُ أمورك.

شاهد أيضاً

مستقر العز

بقلم الشاعر / محمد بن عبدالخالق العسيري أيا موطني ، موطنُ الفاتحينْ وفخرا يعم على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com