بقلم : إبراهيم العسكري
خلق الله سبحانه وتعالى البشرية ضمن كل مخلوقاته لعبادته ولأمور يعلمها وحده ويجهلها قصور ومحدودية الطاقة الاستيعابية البشرية العلمية والفكرية (بالعلم والمعرفة)المحصورة في جزء من ذرة الذرة امام الكون الفسيح ناهيك عن المجرات وماخفي في علم البشر القاصر جدآ.
قال تعالى:
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
تبدأ حياتنا في مواجهة الحياة الدنيا بالبكاء وتنتهي بالبكاء علينا وربما ضمن الاسباب اسرار خفية لا يعلمها الا الخالق الباري في مسببات الخلق والتكوين والمقاصد والمجريات.!
الطفولة ممتدة من مرحلة البدايات النطفة فالعلقة فالمضغة وهكذا ثم تستمر مرحلة الطفولة بعد الولادة بعفوية بريئة تتفاوت ظروفها حسب الزمان والمكان فقد تحويها السعادة المزعومة بنظرة الطفل وقد تكدرها مفاجآت تفوق قدرة الطفل في التحمل والصبر اوحتى الرضى في المواجهة.!
يعقبها مرحلة الشباب وهي ايضآ تخضع للظروف المصاحبة ففيها الميسر وفيها الصعب العسير وخلالها يبرز تمثيل القوة والحيوية والبناء لمسايرة كفاح ركب الحياة.!
سنوات تمضي بعجل لمن امده الله بالعمر ثم يبدأ مؤشر الصعود بالتباطوء في اغلب المقومات الحيوية في اجسامنا حتى ينتكس المؤشر ويتقاعس ويميل نحو مدرج الهبوط.
قال تعالى: ومَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)
كل المراحل السابقة امر طبيعي لا يمكن ان تتوقف او تُثبتّ على حال او مرحلة شبابية مهما اوتيت البشرية من طاقات وامكانات فتظل محدودة فقط بالاصباغ الصناعية او التجريحات الجراحية لصيانة الاعضاء او بالتشريط في الوجوه التي يزعمون ان طبهم القاصر الذي تعلموه سيلغي او يساهم في تأخير المراحل كذبآ وخداعآ اجوف يصدقه البعض ممن يتجه لهم بالاموال لكي يجددوا طاقات وظائف الجسم بخداع بصري قاصر لا يعدوا محاولات فاشلة بكل المقاييس.!
المرحلة العمرية المتقدمة كلما تحتاجه فقط هو التفهم العقلي والمنطقي لمشاعرهم وفق قواهم التي هتمها مرور الزمن وتشعباته بالتقادم فلم تعد الاجسام تجروء على المقاومة او التفكير والتركيز كما كانت والقناعات لديهم لم تعد ذات اهمية فهم يرون انها تمتد للسراب وتخذلهم وتهيم بهم يمنة ويسرة ليبقى الصراع من اجل البقاء مدة اطول.!
اصبح الأمر لدى فئتنا العمرية المتقدمة ومن سبقها كمسلمين على وجه الخصوص يميل للمأمول الحتمي في النهايات اكثر من المر المعاصر والتمثيل الزائف الذي يحاول الكثير الاقناع به بمقاصد مالية بحته بزعم اعادة الأنشطة في الاجسام لتعود كما كانت.!
مراحلنا يا ساده لم يعد يهمها ولا ينطوي عليها خداعكم البصري ولا حتى الاعلانات التجارية المروجة لبضاعتكم القشة حول امكان إعادة التأهيل الجسمي والمعنوي والنفسي.!
جيل كبار السن قد تأكد للعاقل منهم ان الزرع هاج واصفر ثم مال نحو الحطام .!
يا ساده تفهموا الأمر فكبارنا يحتاجون فقط
-صدق التعامل.
-وفاء الوعود.
-الود والبساطة ووسطية الحياة.
-التحاور بلغتهم البسيطة وبهدوء لا بِعداء وان لم تتفق آراؤهم مع نظرتكم العصرية.
-ابنوا معهم ودآ وجسورا للطمأنية والاحترام بأمان.
-احترموهم في الحضور واحموهم في الغياب.
-ادعموهم فقط بتجديد الأمل انهم الأهم وان لهم السبق في البناء ولم يسعوا لفساد قط.!
-لا تجعلوا منهم من يتوسلكم باللطف.
-لا تتنكروا لهم ايام مضت كانوا يرعونكم ويولونكم الاهتمام .
-لا تكسروا خواطرهم واجبروها بلطف ولين.
-يكفيهم ميل الزمن فلا تميلوا كل الميل ضدهم.
-اعلموا ان الدين المعاملة وان ذلك حق لهم وواجب ديني واخلاقي عليكم.
-تأكدوا ان رحلتكم لن تتأخر باللحاق او ربما السبق بالمغادرة فالحياة جسر ممتد وسيفقد من عاش الكثير مما فقدوه فليس كل شيء سيبقى كما نريد.!
-اعلموا رعاكم الله ان الوداع مؤكد وسيموت الجميع وسيحمل بعضنا بعضآ على الاكتاف ويندم من الحق الضرر بالمحمول حينما كان حيآ.!
هنا بأسمهم وبغير توكيل منهم او وصاية اقول بملء الأفواه نحن لا نستجدي من احد من الخلق فكلنا ذاك الكائن الضعيف لكن شخصيآ واجهت عدد من المواقف لاناس لا يمثلون الا انفسهم يتعاملون مع كبار السن بهمجية حتى في لغة الخطاب الموجه لهم بل يستحقرون تعاملهم في الحديث وطريقة اللبس والمأكل والمشرب .!
اوجه رسالتي لتك الفئة المتعنته مع كبار السن بالقول :
قفوا عند حدودكم فالزمن دوار ومسار الرحلة حتمآ سيؤكد حجزكم والدائن سيكون مدين بالوفاء لعقبه فكما تدين تدان والبادي بالظلم اظلم.