بقلم الكاتب / زارب بن علي آل معدي
سوء الظن بالآخرين قد يصبح مرض نفسي يجر صاحبه إلى عقد نفسية، ويُعتبر آفة خطيرة لها تداعياتها السلبيةعلى الفرد والأُسرة والمجتمع ، حيث تمتلئ القلوب بالظنون السيئة بالآخرين ، حتى ينعكس ذلك على لسان الإنسان ذاته ، وجوارحه ، ويتحول إلى مجموعة من السلوكيات السيئة .
فقد جرني لهذا الحديث أن ألتقيت بأحد العاملين في محل تجاري ، ومن كبار السِنّ ، وتفاجئت بسؤاله لي قائلا ( اذا اتصلت بأحد على جواله ويعطيك مشغول هل هو فعلاً مشغول أم حظر ) قلت له ياعم الأجهزةومميزات التواصل الاجتماعيه قد تعمل كل شئ من النغمات وغيرها ، فقد يكون مشغولاً فعلاً وقد تكون نغمه وقديظهر اتصالك عنده لاحقاً بعد انتهاء مكالمته ، وقد لايظهر بحسب الجهاز ومميزات الرقم ….الخ ، فسكت قليلاً وقلتله ( اسمع طال عمرك المهم أحسن الظن فيمن اتصلت به فلا نعلم عن الأمر شئ وتعلق بالله فقط ومراقبته ) ثم غادرت ، فإذا هو يلحق بي قال جزاك الله خيراً حينما قلت لي أحسن الظن فقد أرحتني كثيراً ، قلت له نعم علينا ان نحسن الظن حتى بالله ربنا فهو يقول عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي ، فعلينا حُسن الظن بالخير دائماً ،وأستودعته الله ومضيت الى سيارتي ، وكنت أتسآل معي نفسي ، وأقول نعم لقد كان مشحوناً ربما من اتصاله على شخص ما ، وأساء الظن به ، لكون الجهاز اعطاه مشغولاً ، وبهذه الإساءة التي من الشيطان ، ازداد الرَجل ضيقاً ، وكبتاً ، على صاحبه ، حتى قدّر الله حديثنا معه ، والحمدلله على توفيقه، لذلك إنّ مما يُبتلى به النّاس بكثرةٍ على مرّالعصور سوءُ الظنِّ ببعضهم البعض، حتّى كاد ذلك أنْ يُذهِب علاقاتهم الاجتماعيّة، ويُقطّع أواصر المَحبّة، ويُفشي السّوء والبغضاء بينهم، ولقد حثّ الله عزّ وجل على اجتناب سوء الظنّ بالآخرين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُواكَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾.
لذلك نستطيع تعريف سوء الظنِّ بأنّه مَظنّة جانب الشرّ وتغليبه على جانب الخير أحياناً ، فإن مما يعينكَ على التخلص من سوء الظن أن تعلم أنه ينبغي لك أن تعامل الناس كما تُحب أن يعاملوك وهذا من الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.