بقلم /حسن سلطان المازني
هناك فرق بين المثقف الممارس للموروث القيمي بشقيه الفلكلور والعادات والتقاليد وبين المثقف غير الممارس فالمثقف الممارس عندما يتم تناوله للموروث نجد انه ينقلك إلى الميدان ويجعلك تعيش الحالة بكل تفاصيلها وصورها الجميلة بينما المثقف غير الممارس الممارسة الحقيقية لهذا الموروث نجد ان شروحاته لهذا الموروث لا تتعدى الكلام الانشائي ولا ينقلك للأجواء المفعمة بجماليات الموروث وتفاصيله لان المسألة عامل نفسي بالدرجة الاولى فالذي يحدثك عن الموروث وهو يمارسه تحس انه يحدثك عن شئ مرتبط بمشاعره وخلجات نفسه فيجعلك تعيش جماليات هذا الموروث ولكن المثقف الغير ممارس ينقل لك صورة نمطية عادية لا جمال فيها ولا روح كالشعر الذي يتحدث عنه من لم يكن شاعراً او ناقداً متخصصاً فتراه لا يستطيع ايصال كينونة جمال الشعر للمتلقي يعني بأختصار مثل البناء الذي يتحدث عن الطيران… لابد ان نعطي كل تخصص حقه في كل شئ ونجعل الممارس الحقيقي في خانة التخصص بعيداً عن التنظيرات التي تجعل موروثنا في عالم المجهول مستقبلاً فالمرء لايتحدث عن امر ما إلا بالدليل ولن يوجد هذا الدليل إلا من مارس هذا الفن الفلكلوري الجميل ممارسة حقيقية وكذا عادات وتقاليد المجتمع التي لابد للمرء ان يعطيها حقها من الاهتمام والأبتعاد عن الإسقاطات التي قد تغير وجهة الحقيقة فالمسألة هي سِفر أمة والكلمة امانة فلا نجعل لحب الظهور او العاطفة مسمار في نعش الموروث …خلال العقود الماضية قمت بإستقصاء عن النصوص الشعرية كشعر الدمة والخطوة وفي كل مرة اكتشف ان بعض الرواة غير امينين في ايراد النص فمنهم من تأخذه العاطفة فينسب هذا النص لشاعر من قبيلته زوراً وبهتاناً ومنهم من ينقل النص دون ان يتبين من هو قائله ولعل الزميلين احمد سعد شامي وعيسي عايض النجيمي قد عانيا من هذه المعضلة مما يجعلنا نحن المدونين لهذا الموروث مطالبين بالتأكد من صحة ما تقع عليه ايدينا من النصوص ولا ننجرف للعاطفة او التعنصر لقبيلة على حساب اخرى فكلنا مجتمع واحد لا فرق بين هذا وذاك والله من وراء القصد.