صحيفة عسير ـ متابعات ـ فاطمة محمد مبارك
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير, المسلمين بتقوى الله تعالى تقوى من يرجو دار النعيم, مبينًا أن من الأخلاق العلية والشمائل السنية التواضع وترك الزهو والفخر والتطاول على العباد, معرفًا التواضع أنه لين الجانب ولطف القول ومسالمة الناس وخفض الجناح في منقصة ولا مهانة أو مسكنة.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي:” إن خير الرجال من تواضع وكان العفو منه عن قدرة والإنصاف عن قوة, مشيرًا إلى أن شر الرجال من كان متغطرسًا ومتكبرًا ومعجبًا بنفسه.
وبين فضيلته أن من صور التواضع إجلال الكبير ورحمة الصغير واحترام النظير ومعاشرة الصاحب بالتوقير والعطف على المحتاج والتودد على الفقير والمسكين وإرشاد السائل, لافتًا إلى أن التواضع والرفق وحسن الخلق من صفات النبي صلى الله عليه وسلم من سلامه على الصبيان حين يمر عليهم ومجالسة المساكين والمشي في حاجة الأرملة واليتيم وخدمة أهله.
وأكد على التواضع مع من يُتَشارك معه البيت والزاد والقوت، ومع من يجاور في الصباح والمساء، كذلك الأهل والوالدين اللذين قضى الله أن تخفض لهما جناحك وأن تلين لهما كلامك وأن تبذل لهما تواضعك وتذللك وعطفك وحنانك وأن تخفض لهما صوتك وتكف عنهما تأففك وضجرك وصراخك وصياحك واستعلاءك.
وأضاف:” تواضعوا مع من توجهون له الخطاب، وتطلبون منه الجواب، كما التواضع مع العلماء والأساتذة والمدرسين والمفيدين ومع الطلبة والدارسين والمتعلمين، تواضعوا مع من تتعاملون معه بيعًا وشراء، وأجرة وكراء، ومبادلة وعطاءً، ومجالسة ومجاورة ومزاملة ومصاحبة وإخاء.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي منازل التواضع التي أعلاها التواضع لله وما دون ذلك هو أدنى, وقال: التواضع منه أعلى وأدنى والأعلى: هو التواضع لله تعالى والأدنى: هو ما عداه وآية ذلك تواضع العبد لعظمة الربِّ وجلاله، وخضوعه لعزته وكبريائه، فكلما شمختْ نفسه ذكَر عظمةَ الربِّ تعالى فتواضعت إليه نفسه، وانكسر لعظمة الله قلبُه، وتطامن لهيبته، وأخبت لسلطانه؛ ومن خضع لله تعالى واندك قلبه من هيبته وانكسر من محبته وخشع من مخافته واستكان وخشع وتواضع أعزّه الله عز وجل ورفعه.