((إذا فُقِدت المعنوية حضرت الهزيمة))

بقلم / حسن سلطان المازني

دخول الحرب حتى لو كان ضد عدواً ضعيفاً ليس بالهين فالضريبة مدفوعة لا محالة ولن يسلم طرفاً من أطراف النزاع من الخسائر البشرية والآلية والمادية ولكن هناك خسارة كبيرة وقاصمة للظهر تحرص الجيوش تفاديها وقد كان المحاربين القدامى ايام السيوف والخيول والرماح والنبل يفادونها ويخطط قادة الحروب والمعارك لتفادي تلك الخسارة لإنها إذا حلت بجيش او قوة انهارت امام الطرف الآخر مهما كانت قوة الجيش وهذه الخسارة الخسارة المعنوية فعندما تنهار معنويات المحارب ينهار وتخور قواه وترتسم امام ناظريه صور الهزيمة والاذلال فتحدث لديه انتكاسة نفسية خطيرة يصعب عليه استعادة الثقة في النفس فلا يبقى لديه اية أهداف ولا مكاسب يحققها…ان القوة المعنوية مع الاحتراف القتالي قوة دافعة للأمام فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيئ مقاتليه ضد المشركين تهيئة نفسية ومعنوية فيخوضون المعارك والفتوحات بشجاعة وعزيمة واستبسال فينتصرون بعون الله وقدرته رغم قلة عددهم ورغم تفوق اعدائهم عدداً وعدة
ولكن عنصر الثقة بالله ثم بالنفس أوجد طمأنينة نفسية في قلوب المؤنين فخاضوا المعارك بقوة وشجاعة وانتصروا وللهدف الذي يحارب الجيش من اجله دور كبير بلا شك فإذا كان هدفه اعلا كلمة الله والدفاع عن الحق والنفس والمقدرات فان ذلك يشكل دافعاً قويا للثبات وللنصر اما إذا كان الهدف من الحرب هو سفك الدماء بدون وجه حق والتدمير والتهجير والاغتيالات وزرع الفتن والقلاقل كما تفعل الآن إبران واذرعتها في لبنان واليمن وسوريا والعراق وفلسطين وكما تفعل اسرائيل فإن المقاتل سوف يشعر بالخزي والهوان حتى وان انتصر فقتل البشر وتهديم الدور وتهجير السكان والاختباء بين السكان لجلب الضرر والخطر على الأنفس والمملتلكات كل ذلك معيبة في عقيدة الحروب وما يمارس حالياً من اختباء لحماس وحزب اللات بين المواطنين والنازحين والاحتماء باليونيفيل ان صدقت الروايات الاسرائيلية عيب وخيانة ووصمة عار فكيف لمقاتل يدعي الشرف ان يضحي بأهله وناسه ومكانه؟!!!! انها خيانة كبيرة يفعلها المقاتل بحق شعبه وبلده ومقاومة بهكذا شكل هي جريمة لانه يجر العدو لقتل البشر وهدم الدور على أهلها ويتسبب في خلق الخوف والقلق والتهجير ويمهد للعدو الاسرائيلي الاعذار والحجج بأرتكاب المجازر والتدمير بحق الإنسان والمكان…ليس كل محارب شريف وليس كل ساعٍ لهدف هو هدف عفيف وليس كل بطل صمصوم يحارب من اجل اثبات الحق ونصرة المظلوم وليس كل من قال ((أنا)) يقف على مشارف الشرف والعزة اللهم أكفنا واصرف عنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين وشر الاشرار.

شاهد أيضاً

الهوية الوطنية

بقلم/ عبدالله القحطاني الهوية الوطنية تعتبر من أهم الركائز التي تبني المجتمع وتربط أفراده بوطنهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com