جبر الخواطر: خلق نبيل وسمة أصيلة للنفوس الراقية

بقلم ✍️ طارق مبروك السعيد

لا شك أن جبر الخواطر وإدخال الفرح والسعادة على قلوب الناس صفة حميدة مأصلة في جبلة صفوة الناس، وهو خلق نبيل يعكس سمو النفس ورقي الأخلاق. يعد جبر الخواطر من أرقى صور التفاعل الإنساني، فهو يزيل الألم ويخفف الأعباء، ويزرع الأمل في قلوب أرهقتها صعوبات الحياة.

 

جبر الخواطر ليس مجرد كلمات طيبة تُقال، بل هو أفعال تتجلى في الوقوف بجانب المحتاج، تقديم المساعدة لمن يعجز عن تحقيق أموره، أو حتى ابتسامة تُرسم على وجهك لتواسي بها قلبًا مثقلًا بالهموم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، وهذا يوضح مدى أهمية التخفيف عن الآخرين في شريعتنا الإسلامية.

 

الخواطر التي تُجبَر تعكس تلاحم القلوب، وتبني جسور المحبة والثقة بين أفراد المجتمع. فما أجمل أن نكون نحن اليد التي تمتد بالعون، واللسان الذي ينطق بالكلمة الطيبة، والقلب الذي يسع الناس بحب وصدق.

 

ومن صور جبر الخواطر في حياتنا اليومية:

• الاستماع لمن يعاني بحب وصبر، دون أن نستخف بمشاعره أو نقلل من معاناته.

• المبادرة بمساعدة من حولنا، سواء كانت مساعدة مادية أو معنوية.

• الإحسان إلى من أساء إلينا، فهذا يرفع من شأن النفس ويكسر حدة الخصومة.

• التعاطف مع الضعفاء والمحتاجين، وتقديم الدعم لهم بما نملك.

 

جبر الخواطر ليس مجرد فعل يُطلب منا القيام به، بل هو عبادة عظيمة يُثاب عليها المؤمن، وسر من أسرار السعادة الحقيقية. حينما تجبر خاطر أحدهم، فإنك لا تداوي قلبه فقط، بل تزرع بذرة الراحة والسكينة في قلبك أنت أيضًا.

 

لنكن من أولئك الذين يجبرون الخواطر، ويرسمون البسمة على وجوه الناس، ليكون لنا نصيب من دعوات الخير، ولتنير محبتنا قلوب من حولنا وتعمق روابطنا الإنسانية. ففي نهاية الأمر، جبر الخواطر هو تعبير صادق عن إنسانيتنا وسلوك يعكس أخلاقنا.

للتواصل مع الكاتب الصحفي من خلال الإيميل

saeedtm9@gmail.com

شاهد أيضاً

إيران اتخذت القرار السليم

بقلم / حسن سلطان المازني يبدو لي ان ايران بدأت تلتمس الطريق السليم ففي ظل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com