
بقلم / علي سعد الفصيلي
في الوقت الذي يستعد فيه أفراد المجتمع السعودي من مواطنين ومقيمين للعيد ومتطلباته المبهجة استعدادًا للفرحة وتبادل التهاني بين الأهل والأحباب بكل طمأنينة وراحة بال ، هناك رجال على استعداد دائم لا يكلون ولا يملون لحماية الوطن ، اختاروا الواجب على الراحة ولبوا نداء الوطن دون تردد ، إنهم أبطال القوات المسلحة وجميع العاملين في القطاعات العسكرية، الذين يقفون في الصفوف الأمامية أو لضبط الأمن الداخلي ، بعيدين عن أهاليهم وأحضان أطفالهم، يسهرون لحماية تراب هذا الوطن العظيم ليبقى آمنًا ومستقرًا، هؤلاء الرجال هم السد المنيع بعد الله، يحرسون الوطن من كل تهديد، بعيدين عن أفراح أهلهم، مستبدلين فرحة اللقاء بواجبهم المقدس، وكم من عيد مر دون أن يحتضنوا أبناءهم ، وكم من لحظة عائلية ثمينة غابوا عنها لأن الوطن ناداهم، فأجابوا النداء بكل فخر وشرف، في ظل دعم لا محدود من القيادة الحكيمة التي تسعى وتهتم دائمًا وأبدًا بأمن الوطن واستقراره وتطوره ورقيه .
ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية، كان رجال الحدود خط الدفاع الأول بعد الله سبحانه وتعالى، يحملون أرواحهم على أكفهم، مدركين أن واجبهم لا يتوقف عند حدود معينة، بل يمتد ليشمل الحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع أرجاء الوطن، إنهم ليسوا مجرد جنود، بل هم درع الوطن وسيفه البتار ، انهم القوة التي تقف في وجه كل من يحاول المساس بأرض الحرمين الشريفين.
رجال وأبطال القوات المسلحة وجميع العسكريين المرابطين في الداخل وعلى الحدود هم صمام الأمان لهذا الوطن، وهم النموذج المشرف للتضحية والفداء ، لولاهم بعد إرادة الله لما نعمنا بحياة هانئة ومستقرة، ولما احتفلنا بأعيادنا ومناسباتنا في أمن وسلام ، رحم الله شهداءهم، وحفظ الأحياء منهم، وأعادهم إلى أهلهم سالمين غانمين شامخين .
إن أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال هو الاعتراف بفضلهم، وتقدير جهودهم، والدعاء لهم واستذكارهم في الأعياد والمناسبات وإظهار الامتنان لتضحياتهم ، كما أن دعم أسرهم ورعاية من تركوهم خلفهم ليؤدوا واجبهم، هو مسؤولية اجتماعية يجب أن يتكاتف الجميع لتحقيقها .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية