
بقلم / علي سعد الفصيلي
تزامنًا مع ما تشهده منطقة عسير من اهتمام متزايد بوصفها وجهة سياحية واعدة على مستوى العالم، وما يحظى به قطاعها التنموي من دعم كبير من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – يتعاظم الطموح نحو تطوير مقومات السياحة، وفي مقدمتها وسائل النقل.
فرغم الجهود القائمة لتحسين شبكة الطرق وتنفيذ مشاريع تنموية، لا تزال المنطقة بحاجة ماسة إلى تأمين منظومة نقل فعّالة تواكب هذا الحراك السياحي بين المدن والمواقع السياحية والتراثية، سواء عبر حافلات النقل العام والنقل الترددي، ومركبات الأجرة الخاصة التي تُعد من ركائز الخدمات الأساسية لأي وجهة سياحية ناجحة.
ويشهد مطار أبها الدولي تواجد عدد ضئيل من سيارات الأجرة، لا يكفي لسد احتياجات الزوار المتزايدة سنويًا، لاسيما للتنقل داخل المدن أو الوصول إلى وجهات طبيعية بارزة مثل السودة، والفرعاء، ودلغان، وعدد من منتزهات وغابات محافظات عسير التي تزخر بجمالها الخلاب.
ونتيجةً لهذا النقص، يضطر كثير من السياح إلى استخدام مركباتهم الخاصة، مما يسهم في ازدحام الطرق، ويؤثر على انسيابية الحركة، ويُضعف جودة التجربة التي تسعى القيادة وأمير المنطقة وأبناؤها إلى تقديمها كنموذج سياحي متكامل، يعكس المكانة الوطنية والعالمية التي تستحقها منطقة عسير.
وبات من المألوف في عدد من الطرق والمواقع مشاهدة بعض السكان والمقيمين وأحيانًا السياح، يقفون على قارعة الطريق لطلب المساعدة من المارة لإيصالهم إلى وجهاتهم، في مشهد يعكس حجم الفجوة في منظومة النقل، ويضع كثيرين في مواقف محرجة، لا سيما في ظل غياب البدائل الملائمة.
ولا شك أن توفر وسائل النقل بشكل مريح وفعّال يسهم في رفع مستوى الرضا لدى الزائر، ويجعله أكثر ميلاً لتكرار الزيارة، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويعزز استدامة التنمية السياحية في المنطقة.
ومع تزايد هذه التحديات، يظل التنسيق بين الجهات الحكومية والمستثمرين ضرورة عاجلة، لضمان تفعيل خدمات التنقل بالشكل الذي يرفع من جودة تجربة الزائر، ويعزز مكانة عسير وطنيًا وعالميًا.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية