نرحب بالعالم لكن على طريقتنا

بقلم سلطان بن صالح الفراج

سمعت ذات يوم أن مدينة “سيهات” كان اسمها قديمًا سيحات وأن التبدل في اللفظ جاء مع الزمن واستخدام العامة قد تكون هذه المعلومة دقيقة ، وقد لا تكون .. لكن ما لفت انتباهي ليس دقة الاسم بل فكرة التبدل.

وهنا بدأ السؤال ..
هل كل شيء قابل للتغير ؟
الأسماء العادات الهويات .. وحتى الثقافات ؟

تخيلت المشهد بعد خمسين عامًا ، مدن سعودية بعناوين جديدة ، لهجات غريبة ، وتصرفات لا تشبه بيئتنا .. لكنني سرعان ما عدت للواقع وتذكرت أن المستقبل لا يُصنع بالتوقعات بل نبنيه بالوعي والعمل في الحاضر .

وحاضرنا اليوم ليس عاديًا !
نحن نعيش عهدًا يصاغ برؤية محمد بن سلمان وتحركه إرادة القائد الشاب .. الذي لم ينتظر المستقبل بل استدعاه وفرض حضوره .

حضرت الاستثمارات الأجنبية التي لم تعد مجرد توقيع عقود بل أصبحت شرايين تضخ الحياة في تنوع إقتصادنا .

حضرت السياحة والسياح من كل بقاع الأرض في “روح السعودية” حتى ازدحمت طرقات الرياض بزوار من ثقافات متعددة وقلنا بكل فخر: أهلاً بالعالم .. !

أهلاً بالعالم في بلاد لم تستعمر ولم تَذُب هويتها في هويات أخرى .. !
ثقافتنا واضحة
ونرحب ونهلّي بالضيف
نعين ونعاون
نحب الفزعة
ونعطي الطريق حقه !

لكن في زحمة هذه العالمية ..
تتسلل مشاهد لا تشبهنا
سائق يتجاوز في دوار بلا نظام !
رجل يرفض إفساح الطريق !
أو تصرفات لا تبرر ببنية تحتية بل ترجع إلى ثقافة دخيلة !

التقصير ليس فيهم وحدهم بل فينا أيضًا إذا لم نبادر إلى تعزيز ثقافة عامة تسبق القانون وتدعمه ..
ثقافة .. تغرس في المدرسة .. وتمارس في الشارع .. وتعزز في المؤسسات .. وتكرس في الإعلام !

وهنا تذكرت الرياض ! ” ما أرق الرياض ”
مدينتي المحبوبة الهادئة المتحضرة
هي ليست مجرد ناطحات سحاب بل روح وطن وواجهة حضارية تمثلنا أمام العالم .

تذكرت اليابان في الحرب العالمية والتي انتصرت ثقافيًا لا عسكريًا
قدست العمل علمت أطفالها احترام الوقت والموعد ، ونشرت سلوكياتها حتى أصبحت صورتها العالمية نابعة من سلوكها وثقافتها المحلية .

ونحن لدينا هذه المقومات بل أكثر
انظر إلى أرامكو !
ليست مجرد شركة نفط بل مدرسة قيم ومصفاة للثقافة
منها تعلمت الدمام والخبر معنى الانضباط ومضت في مسار ثقافي مختلف .

عندما تدرك المنظمات والهيئات الحكومية والتعليمية والشركات الكبرى أنها لا تدير مشاريع فقط بل تبني نمط حياة يتغير كل شيء !

مخالفة المرور لرمي النفايات ليست إجراءً إداريًا فقط بل بيان ثقافي صريح
نحترم أرضنا لأنها غالية ولأنها بيتنا

تعليم الوافدين ثقافتنا ليست مسؤوليتهم وحدهم بل قوة تأثير الشركات عليهم !

غرس القيم لدى الأطفال وتنشئتهم عليها ليس دور المنزل وحده بل محتوى تعليمي في مدارسهم .

ثقافتنا هي رهان المستقبل .

وهي مهمة لا يتحملها طرف واحد بل منظومة كاملة
التعليم الجهات التشريعية الإعلام الشركات الكبرى
كل جهة تزرع بذرتها في وعي المواطن والزائر للسياحة والوافد للعمل !

نرحب بالعالم نعم .
لكن على طريقتنا !
لا نذوب بل نعرّف !
لا نجامل على حساب القيم بل نباهي بها ونقدمها بأفضل صورة !

ثقافتنا ليست فقط ما نعيشه اليوم .. بل ما سيرويه زوار إكسبو 2030 وجماهير كأس العالم 2034 : وجدنا شعبًا كريمًا ونظامًا رفيعًا وثقافة تحتذى !

أهلاً بالعالم في بلادنا وثقافتنا !

شاهد أيضاً

المرأة في ميزان الإسلام.. كرامة تُصان وحقوق لا تُمس

بقلم / ظافر الشهراني حين جاء الإسلام جاء ليجعل قوانين نظامية وسنن شرعية ، جاء …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com