وحش من الدخان

بقلم / سميه محمد 

في البداية كانت مجرد تجربة أو تسلية أو تقليد أعقبها الكثير من الندم و الحسرة و صيحات الألم .

سار المدمن فيها على طرق متفرعه و منتشرة لكنها كلها تؤدي إلى الضياع .

طرق كلها تؤدي إلى الشتات .

طرق كلها تؤدي إلى الخسارة .

طرق كلها تؤدي إلى استنزاف النفس .

طرق كلها تؤدي إلى الأنهيار الكامل من الداخل .

طرق كلها تؤدي إلى الفشل مع الجنون ثم الأنتحار .

هذا بإختصار الشخص الذي يدمن على التدخين بدأت برفاهية ثم عبرت بذل و فجائع فكانت النهاية الموت المحتم بعد رحلة عذاب طويلة و ثقلية و متعبة …

التدخين هي عملية حرق لمادة التبغ ، و الذي يتم بعده استنشاق الدخان الذي يحتوي على النكوتين الذي بدوره يتراكم في الدم و الرئتين .

ويؤثر النكوتين على (الجهاز العصبي

المركزي ) ،

و يحدث حاله من الرضى و النشوى عند المدخن ، و إذا أبتعد المدمن عن التدخين مدة زمنية فأنه يعاني من أعراض إنسحابية شديدة بسبب نقص النيكوتين في الدم ..

وفي القدم كانت العديد من الحضارات تمارس التدخين في الإحتفالات المتعلقة بالطقوس الدينية ، و انتشر التدخين بسبب غزو أوربا لقارة أمريكا ، ويعتبر التدخين من أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث سرطان الرئة و أنواع أخرى من هذا المرض ..

التدخين اللاإرادي وهو عبارة عن استنشاق دخان التبغ من المدخنين ، ويؤثر على صحة الأطفال ويعرضهم بشكل أكبر للأمراض مثل تشمع الأذن و الربو ..

أنتشر التدخين قبل حوالي ( 5000 ) سنه قبل الميلاد وكان مرتبطاً بالطقوس و الأحتفالات الدينية .

و انتشر بعد ذلك بسبب الأستعمار وغزو الشعوب ..

أول من أقدم على التدخين رجل فرنسي أسمه ( جان نكوت ) وقد اطلق على النكوتين هذا الأسم نسبة إلى اسمه ، وهو الذي قام بإدخال التبغ إلى فرنسا ..

وفي بريطانيا كان البحارة أول من قام بتدخين التبغ ثم أنتشر إلى افريقيا و بعدها إلى الدولة العثمانية …

تعتبر مادة التبغ من أشهر المواد التي تستعمل في عملية التدخين ، وقد استعملت بعض أنواع المخدرات مثل الحشيش في عملية التدخين ..

للتدخين أضرار و مخاطر لا حصر لها منها الأصابة بأمراض القلب و الشرايين ، أضافة ان له اثر سلبي على الحمل وقد يكون سبباً في الولادة المبكرة أو الأجهاض ، وقد يؤثر على النمو الطبيعي للجنين ، و يؤثر في لون و نظارة البشرة كذلك يزيد من ظهور تجاعيد الوجة ، و يؤثر على صحة الفم و الأسنان ، ويزيد من معدل حدوث هشاشة العظام ..

من أشكال السجائر : ١. التبغ /

المكون الرئيسي للسيجارة .

٢.السيجار الكوبي /

يحتوي على مركبات أخطر مما توجد في السجائر العادية حيث يولد السيجار الكوبي ثاني اكسيد الكربون بكمية أكبر .

٣.الأرجلية /

ينظر إليها انها اخف خطر من السجائر بينما الحقيقة هي أشد خطر من السجائر العادية و ضرره أكبر لأن الشرب من الأرجلية يستغرق وقت أطول فيمتص الجسم نكوتين بشكل اكبر .

٤.السجائر الإلكترونية /

عبارة عن جهاز يعمل على تذويب النكوتين في الماء باستخدام طاقة مثل البطارية ، وهي تعطي شعور للمدخن أنه يدخن سجائر حقيقية ، و يمتص الجسم النكوتين ويذوب الماء القطران ، و المركبات الضارة الموجودة في السجائر مثل القطران ..

يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعاً بسب أستخدام خدعة الترويح عن النفس حيث يمارسه ( 1,3 ) مليار شخص اكثر من (80%) منهم يعيش في البلدان المنخفظة و المتوسطة الدخل ، و هناك طرق أقل شيوعاً للتدخين مثل تدخين الحشيش و الأفيون .

و معظم المخدرات التي تدخن بسبب الأدمان .

و تصنف بعض المواد على أنها مواد صلبه مثل الهيروين و الكوكايين الصلب لأنها غير متوفرة تجارياً ..

أختلفت طرق فهم التدخين عبر الزمن و تباينت من مكان الى آخر من حيث انه مقدس أو فاسد ، راضي أم مبتذل ، دواء عام أم ترياق و هل هو خطر على الصحة ؟

أثبتت الدرسات الطبية ان التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببه للعديد من الأمراض منها سرطان الرئة ، نوبات قلبية ، و من الممكن ان يتسبب في عيوب خلقيه للجنين وغيرها .

و قد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين إلى قيام الكثيرمن الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ ، أضافة إلى فرض قانون منع الأفراد من التدخين في الأماكن المغلقة العامة مثل الطائرات و المطاعم كذلك من الدول من قام بشن قوانين تجرم بيع منتجات التبغ للعملاء دون السن القانونية بالأضافة إلى قيام حملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ ..

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فأن التدخين يعد أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي شهدها العالم على مر التاريخ فهو يودي كل عام بحياة ( 8 ) ملايين نسمة منهم ( 1,2 ) مليون وفاة في أوساط غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان السجائر بشكل غير مباشر ..

عقب سيجارة قد يكون بحجم الأصبع تقريباً خلف الكثير من الدمار كأنه وحش من دخان لف العالم كله ليجعله ينزف من الأدمان دموعاً ودم مصوباً إليه بضربات من الضرر و التلوث الذي لم يسلم منه أحد وخطره يستفحل و يستمر فهناك من الناس كانوا يدختون لمجرد الرفاهية حتى أصابهم الأدمان و لم يتمكنوا من تركه فأصبحوا أسيرين لهذا السم الذي يتجرعونه في كل وقت حتى أنهك أرواحهم و هشم أجسادهم فأصبحوا مجرد أشباح تنتظر الموت ..

و على الرغم أن العلم يثبت أضراره و اخطاره إلا أن مدمنيه يستمرون في تعاطيه خاصة مع وجود تجار الموت بتوفيرهم لهذا السم البطيء والذي يجعلهم يجنون من ورائه مبالغ ضخمة أستطاعوا بها أن يشتروا جزر ويعمرون ناطحات سحاب و مع ذلك لا يشبعون فقد علمتهم هذه التجارة الطمع و استرخاص حياة الاخرين ..

والمدمن لايستطيع أن يتخلص من إدمانه إلا اذا كان لديه أراده قوية فهو الوحيد الذي يستطيع مساعدة نفسه خاصة أن هناك مستشفيات متخصصة في علاج ادمان التدخين فما عليه أن يقرر فقط ان يعالح نفسه من الأدمان ..

في البداية كل شيء صعب وبالتوكل على الله ثم الثقة بالنفس يكون كل شيء سهل و انسيابي مثل مياه نهر عذب …*