[نسّلَم وَيسّلَمُون]

بقلم ✍️الكاتب /لاحق بن عبدالله

كان إبراهيم النخعي أعور العين(كريم العين ) وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين( ضعيف البصر )

وقد روى عنهما ابن الجوزي في كتابه ( المنتظم )

أنهما سارا في إحدى طرقات الكوفة يريدان الجامع .

وبينما هما يسيران في الطريق قال الإمام النخعي :

ياسليمان هل لك أن تأخذ طريقاً وآخذ آخر ؟ فإني أخشى إن مررنا سوياً بسفهائها ليقولون [أعور ويقود أعمش] فيغتابوننا ويأثمون .

فقال الأعمش : يا أبا عمران وما عليك أن نؤجر ويأثمون

فقال إبراهيم النخعي :

يا سبحان الله ! ( نسّلمُ ويسلمون خيرٌ من أن نؤجرَ ويأثمون )

إنها قلوب تزينت بالإيمان حتى حَلَّقَت في السماء لتصل بأصحابها إلى أعالي الجنان !!

إنها قلوب تشربت ، ووعت حديث الرسول صل الله عليه وسلم :

(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

أخلاقٌ نبيلة وانسانية رائعة إلى أقصى حد .

هذا هو الرقي ، والسمو والجمال والروعة •

( نسْلَمُ ويسّلمون خير من أن نؤجر ويأثمون )

هذه القلوب النقية وهذه هي والله أخلاق الإسلام الحقيقية لا تزيد المرء إلا رفعةً وكرامةً وعزة

يا ليتنا نستشعر مثل هذا الإحساس في تعاملاتنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض

فلن يدوم إلا السيرة الحسنة ولن يبقى الا الأثر الطيب.

وهنيئاً لمن غادر هذه الحياة الفانية والكل يذكُرُه بخير ويدعو له لا عليه .

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com