أصدقاء ولكن!!!!

الكاتب ✍️/ لاحق بن عبدالله/ الشبارقة

في عصرٍ تتسارع فيه التغيرات الاجتماعية والثقافية نشهد مظاهر جديدة ً لم نكن نراها من قبل.

ومن بينها سلوك مؤسف يتكرر لدى بعض شباب اليوم حين يستضيفون أصدقاءهم في منازلهم فيطلبون من آبائهم خاصةً إن كانوا كبارًا في السن ألا يشاركوا المجلس

أو يطلبون منهم الاكتفاء بالسلام والمغادرة بهدوء

وكأن الأب الذي هو عماد البيت

وصاحب الفضل بعد الله أصبح  في نظر ابنه عبئًا أو مصدر إحراج

فلماذا يحدث هذا ؟ وما الذي تغير؟

ربما يظن بعض الشباب أن والدهم قد يتحدث بطريقة “قديمة “أو يستخدم مفردات “لاتليق” في نظرهم أمام أصدقائهم أوقد يوجه أسئلةً

لا تعجبهم .فيشعرون أن مِن الأفضل أن يبقى والدهم في إحدى الغرف بعيدًا عن المشهد.

هذه النظرة، مهما كانت المبررات خلفها تحمل في طياتها استخفافًا غير مبرر بمقام الأب، وسوء تقدير لقيم البِر والاحترام.

الآباء ليسوا مصدرًا للإحراج، بل هم عنوان الفخر.

ووجود الأب في المجلس شرف لا يُنقص من قَدّر الابن بل يرفعه، ويعكس تربيةً أصيلةً وقيمًا راسخة

وهل هناك أجمل من أن يرى الضيفُ الشابَ يقدّم والده، ويُعَرِّفُ به،ويُجّلِسَه بينهم مستمعًا له ومُظهرًا احترامه؟

إن هذا الموقف في ذاته تربيةً للجيل ورسالةً مضمونها أن الأصل لا يُخفى،والفضل لا يُنسى

ما نشهده من هذه السلوكيات إنماهو انعكاس لخللٍ تربوي،لا تتحمل الأسرة وحدها مسؤوليته بل يشارك فيه الإعلام والمدرسة والمجتمع

عندما يصبح المظهر أهم من الجوهر وحين تُقاس قيمة الإنسان بعدد متابعيه ،أو بملابسه، أو بطريقة

حديثه فقط،فهذا يجعلنا أمام تحدٍ خطير يهدد قيمنا الأخلاقية الأصيلة

رسالتي إلى كل شابٍ من هؤلاء

يا من تخجل من والدك، تذكّر أنه من علّمكَ أول كلمة وسهر لأجلك الليالي، ووفّر لك كل ما تستطيع اليوم أن تفتخر به.

فإن كنت تستحي أن تُريه لضيوفك فاستحِ من الله أولًا ثم من نفسك.

لاتفرّط في لحظة قد تتمنى عودتها يومًا، حين لا يعود الوالد حاضرًا في البيت ولا في الحياة .

فالبِر لا يكون في الخفاء فقط، بل في العلن أيضًا

فاجعل من احترامك لوالدك أمام الناس تاجًا على رأسك، وكن سببًا في فخره، لا في ألمه.

فالأصدقاء قد يأتون ويذهبون، أما الوالد فلن يكرره الزمن.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. أ. لك الشكر والتقدير على طرح هذه الحالة السلوكية لبعض الأبناء تجاه آبائهم – هداهم الله – مثل هذه الحالات يجب تحليلها بدقة، وكشف مسبباتها وتحذير الأبناء من الوقوع فيها بقصد أو بغير قصد و نشر تبعاتها على العلاقة الأسرة و تفكيك تلك الروابط المقدسة وكم قال المثل ( كما تدين تدان).
    أ.تفضلت بذكر المجتمع كأحد المسؤولين عن هذا؛ و تقييم هذا الخلل، وكما يعرف الجميع عن تركيبة المجتمع فهو يضم الأسرة والأسرة تضم أفرادها.
    الأب يحمل على عاتقه إعادة الأسرة و العناية بها و حمايتها تحت مظلة العقيدة الإسلامية؛ وذلك بغرس القيم والأخلاق الحميدة، واحترام العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية. ويسعى جاهدا في تحقيق ذلك، ولكن هناك عوائق و مؤثرات تحول دون ذلك تجنح بسلوك بعض الأبناء لمثل تلك الأخطاء منهاعلي سبيل الذكر لا الحصر.
    – الغفلة والتناسي لما أمرنا الله به في محكم التنزيل و السنة الشريف من بر بالوالدين وطاعته وإدخال السرور على أنفسهم.
    – اتساع ودوائر التواصل بين البشر، و الاطلاع على ثقافات أمم أخرى وتقاليدها.
    – المتمدن الزائف؛ و عدم المبالاة بالعادات والتقليد.
    – رغد العيش و توفر وسائل الراحة و الفراغ.
    كل هذه المؤثرات بأشكالها و ألوانها من داخل البيت من تدليل بعض أفراد الأسرة مع المؤثرات الاخرى من خارج المنزل تقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف المنشودة؛ و بذلك يتعرض الأب لتلك الضغوط ويضعف أمام الأبناء و يغض الطرف على مضض من تلك التصرفات و يشعر بالحرقة والألم. نسأل الله الهداية للجميع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com