فلنُعيد دفءَ العيد إلى قلوبنا

 الكاتب✍️لاحق بن عبدالله : الشبارقة

في كل عام، تأتي الأعياد كفرصة متجددة لتعزيز روابط القربى، وتأكيد معاني المحبة والمودة وتصفية ما قد يعكّر صفو العلاقات بين الناس.

إلا أننا، وللأسف،نشهد في السنوات الأخيرة ظاهرةً بدأت تفقد هذه المناسبة شيئًا من روحها ظاهرة الاكتفاء بالتهنئة عبر ملصقات وصور جاهزة، تُرسل بلا تمييز وبلا أي جهد يُذكر وأحيانًا ضمن رسائل جماعية خالية من الدفء والاهتمام ..

(حدد وارسل)

إن الأصل في التهنئة بالعيد أن تكون صادقةً نابعةً من القلب تعبّر عن حضور الشخص ومكانته في النفس لا أن تصبح مجرد إجراءٍ شكليّ يُؤدى من باب المجاملة أو العادة.

فحين يُبادرك أحدهم باتصال صوتي أو رسالة تحمل نبرة الشعور ودفء المحبة٠

فإن أبسط صور الوفاء أن تبادله بما يماثلها من اهتمام وتقدير.

أما الردّ عليه بملصق جاف أو عبارة مقتضبة،فليس فيه من روح العيد شيء.

 

لسنا ضد الوسائط الحديثة، ولا ننكر سهولتها وانتشارها، ولكن الخلل يبدأ حين تصبح هي البديل الوحيد عن التواصُل الحقيقي،وعندما تُختصر مشاعر العيد في صور وعبارات مستهلكة لا تحمل خصوصية ولا تعكس شعورًا حقيقيًا.

 

فلنحرص، ونحن نُهنئ من نحب، أن نعطي الكلمة حقها٠

وأن نستحضر المشاعر الصادقة خلف كل رسالة نكتبها أو مكالمة نجريها.

فربّ كلمة طيبة، أو صوت صادق، أو تواصل شخصي، قد يكون له في قلب متلقيه وقعٌ لا تنقله ألف صورة.

فالعيد طاعة ومحبة وصلة لا لتكرار العبارات بل لتجديد العلاقات وتعميق التواصل، وتذكير أنفسنا ومن حولنا بأننا مهما فرّقتنا المشاغل، لا نزال نتذكّر ونحب ونقدّر.

فلنُعد للعيد دفأه، ولنُحيي في قلوبنا جمال التواصل والشعور النابع من الذات.

شاهد أيضاً

فمن تطوع خيرا..

بقلم د/ عوض بن صليم القحطاني في يوم 5 ديسمبر يوافق اليوم العالمي للتطوع.. فاحببت …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com