كشاف الجمعة >>    
 
دوارات غائبة وازدحام حاضر.. متى تتنفس أبها بذكاء مروري؟

بقلم / علي سعد الفصيلي 

في ظل الازدحام المروري المتزايد الذي تشهده مدينة أبها، خصوصًا في المواسم السياحية وأوقات الذروة، يبرز سؤال جوهري حول غياب بعض الحلول المرورية العالمية التي أثبتت فعاليتها في إدارة الحركة وتخفيف الضغط على الطرق، مثل الدوارات المرورية التي تُعد من أكثر الوسائل تنظيماً وسلاسة في إدارة تقاطعات الطرق، ليس فقط في المدن الكبرى، بل حتى في المدن الصغرى والمراكز التي تسعى إلى نظام مرور فعّال وآمن.

وعلى سبيل الاستشهاد فقط بعدد من المواقع الحيوية بمدينة أبها فإن الدوار السابق المعروف بدوار القصبة وتقاطع طريق الحزام مع طريق السودة وطريق طبب والوادي الطالع بطريق السودة مواقع تتطلب بشكل ملح لعمل دوارات مرورية لتسهيل الحركة المرورية.

الدوارات المرورية تعتمد على فكرة بسيطة وذكية، وهي إبقاء حركة المركبات مستمرة دون توقف تام كما يحدث أمام الإشارات الضوئية، هذا الأسلوب لا يمنح السائقين فقط تجربة قيادة أكثر سلاسة، بل يسهم بشكل مباشر في تقليل زمن الانتظار، ويحد من التكدس، ويُسهم في خفض استهلاك الوقود والانبعاثات الناتجة عن التوقف والتسارع المتكرر، وتُجبر المركبات على تخفيف السرعة عند الاقتراب من التقاطع وقدرتها الفائقة على تقليل الحوادث التي تحدث كثيرًا وسط التقاطعات الخاضعة للإشارات الضوئية.

رغم هذه الفوائد التي تؤكدها دراسات وتجارب عالمية، لا تزال أبها، وغيرها من المدن السعودية، تُعاني من اعتماد مفرط على الإشارات والتقاطعات التقليدية، دون استثمار حقيقي في البنية المرورية البديلة التي أثبتت جدواها في عدد كبير من دول العالم المتقدمة، المشكلة لا تتعلق فقط بالبنية التحتية، بل تمتد إلى غياب التخطيط الحديث الذي يوازن بين احتياجات التوسع العمراني ومتطلبات سلاسة الحركة المرورية، إضافة إلى ضعف التوعية العامة بطريقة استخدام الدوارات بالشكل الصحيح.

إن تبني الدوارات المرورية في مدينة مثل أبها لم يعد خياراً ترفيهياً أو مشروعاً مؤجلاً، بل ضرورة ملحة تفرضها الحاجة اليومية للحركة السلسة والآمنة، وتحرك جاد من الجهات المختصة، بدءًا من الأمانات والبلديات، مروراً بإدارات المرور، لوضع استراتيجيات تصميم حضري حديث يأخذ في الاعتبار الكفاءة والمرونة، مع إطلاق حملات توعية لفهم هذا النموذج وتطبيقه بفعالية، التجربة العالمية متاحة، والدروس واضحة، فهل نملك الإرادة لتطبيقها.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com