
بقلم – سهام ورقنجي
لو لم يُحاصرك الظلام، لما أشرقت فيك شمس الإصرار.
ولو لم تتعثر في طريقك لما عرفت لذة الوقوف بثبات.
فالنجاح ليس لحظة خاطفة ولا ضربة حظ بل هو رحلةٌ طويلة محفوفة بالمصاعب ممزوجة بالألم مكللة بالانكسارات التي تُعيدك إلى ذاتك لتصنعك من جديد.
يخيّل إلينا أحيانًا أن الناجحين ولدوا تحت نجم الحظ أو أنهم خُلقوا بقدرةٍ خارقة لكن الحقيقة أن وراء كل إنجازٍ قصة صراع ووراء كل ضوءٍ سلسلة من العثرات والظلال.
تمامًا كما لا يُرى القمر إلا حين يحيطه الظلام، كذلك لا يتجلى المعدن الحقيقي للإنسان إلا في خضمّ الأزمات.
المصاعب ليست عقبات تعترض طريق النجاح بل هي أدوات تشذيب تجرّدك من زوائدك وتصقل جوهرك.
حين تحاصرك التحديات تتعلّم أن تنهض أن تواجه أن تُغيّر زاوية رؤيتك وتُخرج أفضل ما فيك.
إنها توقظ فيك قوةً لم تكن تعلم بوجودها.
أشدّ الناس نجاحًا هم أولئك الذين خسروا أكثر مما كسبوا لكنهم أصرّوا أن لا تسرق الهزائم منهم عزيمتهم.
هؤلاء لم يكونوا محصنين ضد الفشل بل كانوا شجعانًا في مواجهته.
سقطوا نعم لكنهم كانوا يعرفون أن في كل سقوط بذرة صعود وفي كل وجع درس لا يُنسى.
فلا تخشَ الطريق المظلم ولا تتضايق من العثرات لأن كل خطوة متعثرة تزرع فيك معرفة، وكل منعطف صعب يُقربك من ذاتك الحقيقية.
النجاح لا يُقاس بكم مرة وصلت بل بكم مرة قررت أن لا تتوقف.
وفي النهاية لولا جفاء الحياة لما عرفنا قيمة اللين.
ولولا ليالي القلق لما أدركنا روعة السكينة.
ولولا العتمة لما أدركنا كم فينا من النور.
الطريق الصعب لا يُعطينا النجاح فحسب، بل يُعلّمنا كيف نصبح جديرين به.
لذا تذكّر دائمًا:
لن تكون قمرًا رائعًا… لو لم يُحاصرك كل هذا الظلام
عسير صحيفة عسير الإلكترونية