
بقلم/ حسن آل معدي
من الضروري أن تؤمن أنك لست وحدك في هذه الحياة، فالجميع لهم الحق في أن يسعدوا كما تسعد، وليس من الملائم لأي عاقل أن يكون أنانيًا إلى الحد الذي يتمنى فيه ألّا ينجح غيره أو يبرز سواه، كأولئك النرجسيين الذين ينظرون إلى من حولهم بشيء من الدونية التي خلقتها نفوسهم المضطربة.
ستتعرض حتمًا في هذه الدنيا لكثير من هؤلاء الأنانيين الذين يودون أن يكون لهم السبق في كل شيء، حتى في طابور التميس! ولن تنجو مهما حاولت من استفزازاتهم، إلا أن يمنَّ الله عليك بقدر كافٍ من الحكمة والتغافل.
وأرى أن العاقل يجب أن يتجاوز عقدة المركز الأول، وألا يسمح لنفسه الأمّارة بالسوء أن تزيّن له غمط الناس والتعدي على نجاحاتهم أو إنجازاتهم، بل وحتى أن يتعفّف عن التعدي على أرواحهم بكلمة قبيحة أو نظرة استحقار.
كتبتُ هذا المقال وأنا تحت تأثير قراءة تاريخية عميقة، كان أبطالها لا يتخيّلون أنهم سيصبحون ماضيًا لا تذكرهم إلا أوراق الكتب التي حفظت -على ضعفها- بعض ذكرهم، بل أظن أنهم يعتقدون أن الكون قد توقّف بعدهم.
وأنا هنا أقول: إن هذا الزمان سيمضي وسنصبح ماضيًا، ولن يبقى لنا إلا شعور العطاء والتعاون، وإن السعادة الحقيقية هي تلك التي نزرعها في قلوب من حولنا.
طابت حياتكم بالعطاء.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
شكرا لك على إنسانيتك المتجددة
دائما مبدع ومتألق في طرحك المفيد