عسير صحيفة عسير الإلكترونية
عبدالله سعيد الغامدي.
قرأت رسالة للدكتورة/ هيا بنت سلمان الصباح استاذة الحديث في كلية الشريعة جامعة الكويت .
وقد اعجبتني لانها جاءت مع حدث سيقع بمشيئة الله
مساء الأحد 15/ربيع الأول 1447 الموافق 7 سبتمبر 2025 سيشهد العالم – والله أعلم – خسوفًا كليًا نادرًا، يغمر فيه ظل الأرض القمرَ كاملًا، فينقلب لونه إلى الأحمر القاني، في مشهد سماوي مهيب يُسمّيه الفلكيون: القمر الدموي.
ولئن كان هذا المنظر يأسر الأبصار بعجيب هيبته وجماله، فإنه في ميزان الإيمان ليس مجرد لوحة كونية للتأمل، بل هو آية من آيات الله، ورسالة علوية تبعث الخوف، وتوقظ القلوب الغافلة، وتذكّر العباد بالرجوع والإنابة.
قال النبي ﷺ: “*إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يُخوِّف الله بهما عبادَه*”.
فليس القمر الأحمر مناسبة للدهشة والفضول فحسب، بل هو جرس إنذار في عالم امتلأ بالمعاصي والمجاهرة بالذنوب، وقلّ فيه الناصحون، وضعف صوت الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقد جاء الوعيد النبوي: “*ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، هم أعز وأكثر ممن يعملها، ثم لم يغيّروه، إلا عمّهم الله بعقاب*”. وقال ابن القيم رحمه الله: “المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أُعلنت ضرّت الخاصة والعامة، وإذا رأى الناس المنكر فاشتركوا في ترك إنكاره، أوشك أن يعمهم الله بعقابه”.
إن المطلوب في مثل هذه الآيات العظيمة، ليس مجرد رفع الأبصار إلى السماء إعجابًا، بل أن يفتح العبد بصر قلبه، فيقرأ الرسالة كما أرادها الله: خوفًا من غضبه، وخشيةً من عقابه، وسرعةً إلى التوبة والإنابة. قال تعالى: {*وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ*} لذلك فلنغتنم هذه اللحظات في:
-تجديد العهد مع الله بطاعته وذكره.
-التوبة من الذنوب والتقصير.
-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-تصحيح المسار قبل أن يفجأنا الأجل أو ينزل بنا البلاء..! {*رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا*} رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا
فلنتواصى على المعروف والطاعه وامر ابنائنا وبناتنا وقرابتنا بالمعروف وننهاهم عن المنكرات التي انتشرت في ايامنا انتشاراً كبيراً ونتعاون على انكارها والله المستعان، وعليه التكلان.
