كشاف الجمعة >>    
 
عادات العزاء بين المبالغة والإسراف والسنة النبوية

بقلم / علي سعد الفصيلي

تحولت مراسم العزاء في بعض المناطق إلى فعاليات لولائم الغداء والعشاء، يتخللها بعض الموائد العصرية على نحو أشبه بالاحتفالات، في حين أن هذه الممارسات لم ترد في السنة النبوية ولا عن الأجداد الأوائل، مثل هذا التكلف يزيد من معاناة أهل الميت ويثقل كاهلهم، ويصرف العزاء عن المواساة الصادقة والمباشرة للمفتقدين.

وعلى النقيض، تبرز نماذج أكثر بساطة وواقعية، كما في بعض قبائل رجال الحجر بمنطقة عسير على سبيل المثال، حيث يكتفي المعزون بالوقوف أمام موقع العزاء لتقديم كلمات التعزية والانصراف، بما يخفف الأعباء عن الأسرة ويراعي راحتها.

وقد أجمع الأئمة، وفي مقدمتهم شيخ الإسلام ابن تيمية و الإمام ابن القيم، ثم أكد كبار العلماء المعاصرين كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمهم الله –، ومفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أن التعزية الشرعية تقتصر على المواساة عند لقاء أهل الميت أو عند الصلاة عليه ودفنه، دون نصب خيام أو إقامة ولائم تمتد أياماً. ويستدلون بحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال حين جاء نعي جعفر: «اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم»، أي أن المقصود إكرام أهل المصاب ومساعدتهم، لا إقامة موائد للمعزين كما جرت به بعض العادات.

إن إعادة النظر في هذه المظاهر المبالغ فيها باتت ضرورة شرعية واجتماعية، فالاقتداء بالسنة هو السبيل الأمثل لحفظ مشاعر أهل العزاء وتخفيف أعبائهم، بعيداً عن المبالغة والإسراف.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com