كشاف الجمعة >>
 
الساعات الإضافية عبءٌ يومي يهدّد جودة التعليم

بقلم / علي سعد الفصيلي

لم يعد نظام البصمة وحده هو التحدّي الأكبر الذي يواجه المعلّمين والمعلّمات، بل إن تمديد ساعات بقائهم في المدارس حتى نحو الثانية بعد الظهر، رغم انتهاء اليوم الدراسي بخروج الطلّاب، يمثّل عبئاً إضافياً يثقل كاهلهم بلا جدوى واضحة.

الكثير من المعلّمين والمعلّمات يقطعون يومياً مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، لتتحوّل هذه الساعات المضافة إلى عامل استنزاف جسديّ ونفسيّ، إن الإرهاق المستمر لا ينعكس فقط على صحّتهم، بل ربما يمتد إلى أدائهم داخل الصفوف، ويضعف التركيز والتفاعل مع الطلّاب، ما يؤثر على جودة التعليم ومخرجاته.

وليس هذا فحسب، بل يتأثّر الجانب الاجتماعيّ والأسريّ للمعلّمين، إذ يتضاءل الوقت المتاح للراحة ومتابعة شؤون المنزل وتربية الأبناء، ممّا يضاعف الضغوط ويحدّ من فرص ممارسة حياة متوازنة.

أمام هذه التحدّيات، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في تنظيم ساعات الدوام المدرسيّ، واعتماد أنظمة أكثر مرونة، تراعي ظروف المعلّمين والمسافات الطويلة التي يقطعونها يومياً، فإتاحة خيار المغادرة بعد انتهاء الحصص، أو تطبيق نظام حضور مرن، سيمنحهم مساحة أكبر للراحة والتجديد، ويصبّ في النهاية في مصلحة الطلّاب وجودة التعليم.

فهل آن الأوان لوضع سياسات عادلة تحفظ للمعلّم طاقته، وتعيد التوازن بين متطلّباته المهنيّة وحياته الأسريّة، لنمنح أبناءنا تعليماً أفضل ومستقبلاً أرقى؟

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com