
بقلم / حسن سلطان المازني
متى نقرأ التاريخ والأحداث ومسبباتها بعيداً عن العاطفة ونجعل العقل هو محور الارتكاز في القراءة والاستنباط ولا نجعل للعاطفة مدخلاً في ذلك ولإن العاطفة دائماً ما تخذل صاحبها فغالبيتنا وللأسف الشديد يقرأ ويحلل بعاطفة شديدة بعيداً عن القراءة والتفكير العقلاني ولعل من الأسباب الرئيسة هي تربية المرء فقد يكون ولد وترعرع في اسرة او مجتمعاً عاطفياً يميل إلى الكذب والمجاملة التي قد تصل إلى مستوى النفاق فالعاطفة بلا عقل عمل بلا ثمرة على الإطلاق …اذكر ان احد الزملاء جاءني ذات مساء مستجدياً ان أتدخل في حل إشكال لاحد أبناءه مؤكداً ان ابنه بريء وان لا ناقة له ولا جمل في القضية وانا من طبعي لا احب التعامل بسرعة دون التأكد مما سوف افعله فطلبت منه التريث حتى اتأكد من موقف ولده في القضية وعندما بحثت في الموضوع وجدت ان ابنه أساس المشكلة ومع اني أثق في صدق هذا الزميل ولكنه انجر للعاطفة ولم يحكم العقل فلو كان ترك العاطفة وحكم عقله لأدرك ان ابنه غير بريء وانه سبب المشكلة وكان اتجه اتجه اتجاهاً آخر يفيد به ابنه ويفيد القضية وفي هذا الزمن اختلطت الأمور بسبب الإفراط في العاطفة وترك العقل خارج دائرة الاهتمام وذات الوضع في قراءة التاريخ فهناك من يقرأ التاريخ من الجانب العاطفي فيقوم بإسقاط ما يروق لعاطفته وينفي ما يتعارض لهذه العاطفة الجشعة فهو يدرك وفق تعامله العاطفي ان الشئ الفلاني صحيح والشيء الفلاني خاطئ بينما لو تعامل بالعقل لوجد ان النتيجة عكسية تماماً .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية