
✍️ الكاتب: لاحق بن عبدالله : الشبارقة
إلى أصحاب حالات الواتس
يا من تُصوّرون تجمعاتكم وموائدكم وأفراحكم وملابسكم وملابس أطفالكم ويومياتكم، تذكّروا أن هناك من يتألّم بما يراه في حالاتكم.
فكم من يتيمٍ يتألّم لفقد والديه، ووالدٍ يتألّم لوفاة ولده، وزوجةٍ تتألّم لفقد زوجها، ومغتربٍ يعاني من غربته، وفقيرٍ يحزن لفقره.
فاجعلوا في حالاتكم ما ينفع الإسلام والمسلمين، وكونوا رحماء بمشاعر الآخرين.
تذكّروا أن ما تنشرونه في لحظة فرح قد يصل إلى قلبٍ مكسورٍ في لحظة حزن. ليس المطلوب أن نكتم أفراحنا أو نخفي نعم الله علينا، بل المطلوب أن نتحلّى بالحكمة ونوازن بين الفرح ومراعاة مشاعر من حولنا.
فليس كل ما يُرى يُقال،وليس كل ما يُملَك يُعرَض
تستطيع أن تشكر الله على نعمه دون أن تؤلم غيرك،
وأن تُسعد نفسك ومن حولك ، دون أن تُشعر غيرك بالنقص أو الحرمان.
كم من شخصٍ يرى صورتك مع والديك فيتحسّر على قبر والدٍ دفنه منذ شهور، وكم من أمٍّ تنظر إلى ضحكة أطفالك فتبكي على طفلٍ لم يُكتب له أن يعيش،
وكم من مغتربٍ يرى مائدة طعامٍ نشرتها فيتنهد في وحدته على وجبةٍ بسيطةٍ أكلها وحيدًا.
فهل فكّرنا في كل هؤلاء قبل أن نضغط على زر “نشر”؟
ليكن ما ننشره بابًا للخير نرشد به ونواسي به ونبني به مجتمعًا يشعر فيه كل فرد بأنه جزء من هذه الأمة،
لا عالةً عليها ولا منسيًا فيها فلنُحسن استخدام هذه النوافذ الصغيرة، ولنجعل من الحالات رسائل بناء لا صور ترف، ومنشورات حب ، لا لقطات تفاخر واستعراض.
ولكي تكون إنسانًا بحق، ابحث عن جبر الخواطر لا كسرها، فالإحسان إلى الناس لا يحتاج مالًا بقدر ما يحتاج قلبًا رحيمًا وشعورًا صادقًا.
فالإنسانية ليست مجرد اسم أو صفة بل شعورٌ وإحساسٌ وحُسن تعاملٍ وخُلُقٌ إسلاميٌّ رفيع، قدوتنا في ذلك رسول الأمة وخاتم المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام.
فلنحذر من كسرة النفس، فهي مؤلمة، والله سيسألك يومًا عن عينٍ أبكيتها، وعن قلبٍ أوجعته، وعن روحٍ كنت سببًا في فقدها لأمانها واطمئنانها.
فاحذر أن يشتكيك أحدٌ إلى الله.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية