عسير صحيفة عسير الإلكترونية
✍️فرحان الدوسري
قفل ملفات الأولويات بالهدف الذي سجله كريستيانو رونالدو في شباك دانةالخليج لم يكن مجرد هدف شخصي، ولا حتى لقطة جميلة تضاف إلى مكتبة أهدافه طويلة الامد كان لحظة تقول شيئا أكبر بكثير من انها كرة قدم. كان بيانا جديدا بصوت مرتفع: ليس العمر هو ما يصنع حدود الإنسان، بل ما يحمله بداخله من شغف وإرادة وانضباط.
ولذلك لم يكن غريبا أن تتعامل الصحافة العالمية عن بكرة ابيها وجدها وعمها وخالها مع الهدف كما لو أنه حدث كروي على مستوى العالم باكمله ، لا مجرد هدف في دوري محلي. «ديلي ميلي » كتبت من زاوية الشغف الجماهيرية، و«ESPN» رأت فيه بصمة حاسمة، أما «L’Equipe» الفرنسية فاختارت طريق الخيال وقالت إنه يخالف قوانين الفيزياء.
كل هذه القراءات تكشف أن ما فعله كرستيانو رونالدو يتجاوز لحظة تسجيل، ليلامس فكرة أعمق ،ماذا يعني أن تحافظ على مستواك حين تتقدم في العمر وتصل إلى ال40؟هنا، يبدو رونالدو وكأنه يقدم درسا مفتوحا لكل من يلعب رياضة في العالم ،ليست الموهبة وحدها ما يصنع الاستمرارية، بل الانضباط والعمل ثم العمل اليومي في احترام الجسد والموهبة. وهذا ما جعل هدفه الأخير يبدو كما لو أنه تحدي بين لاعب وزمانه، تحدي ينتصر فيه اللاعب مرة بعد مرة وفي كل مرة،لكن الأمر لا يقف عند رونالدو وحده. وجوده في الدوري السعودي جعل من كل لحظة تسجلها عدسات التلفزيون فرصة أخرى لرفع مستوى الاهتمام باالدوري السعودي، ولتعزيز قوة المملكة الناعمة على المستوى الرياضي في مدة زمنية قصيرة سبقة عصرها ، لكنه يمتد أثره إلى الصحف الأوروبية مجتمعة ، وإلى شبكات النقل والتحليل الرياضي ، وإلى جمهور عالمي عاشق يتابع الدوري السعودي بشغف متزايد يوما بعد يوم.
وهنا تظهر قيمة أخرى للهدف الاسمى وإنه ليس فقط مجرد انتصارا لفريق النصر، بل ايضا انتصار لصورة الدوري السعودي ومكانته أمام العالم بفضل قيادة حكيمة عرابها < محمد بن سلمان > حفضه الله ،فلحظة مثل هذه تكفي لإعادة تشكيل الانطباعات، وتغيير نظرة المشاهد الدولي تجاه منافسة باتت اليوم تجذب النجوم وتنتج قصصا تستحق أن تروى وتدون ،ربما لهذا السبب ردد كثيرون جملة واحدة بعد الهدف (اتعب من بعدك يا بو جونيور)،ليس لأن لاحد ينافسه اليوم، بل لأن سقف الإبهار الذي يرفعه هذا الأسطوري أصبح مرتفعا إلى درجة تجعل مجرد الاقتراب منه انجازا بحد ذاته،
خاتمة البروق ( انت صفحة كتابي فيك ألفت بابي الف معنى ومضمون <كثر الله خيرك>
انت مني وعني يعرفوا الناس فني كل ما كان مزيون)
