ليكن من اعتدى على “الوطن” أمس مخمورا ، مدمن مخدرات.
ليكن مرتكب مجزرة الربع الخالي ، قاتل الوعول والوضيحي ، الذي فضحت “الوطن” سوء فعله، وتعاونت مـع الجهات الأمنية للوصول إليه ومعاقبته.
ليكن أي غاضب موتور، ولكن أرجو ألا يكون خصما لنا في رأي، فما هذه سبيل حسم وجهات النظر، وما تقام حجة أو ينتصر اجتهاد، عندما تنطلق الرصاصة لحسم خلاف حول رأي ينهزم صاحب الرأي ومعارضه ، بل ينهزم وطن.
نحن في هذه الصحيفة وجهة وطن، لا وجهة نظر.
والوطن يمضي إلى قوة ونهضة في انفتاح، وتعددية، واحترام للرأي الآخر. ليس سرا أن بعض المسؤولين أغضبتهم الصحيفة، ولكنهم حموها ، دافعوا عن حقها في أن تكون مختلفة، تحمل رأي كل الوطن، رغم نقدهم لما يطرح فيها أحيانا من آراء.
سياستهم الشجاعة هذه هي التي عززت قيمة الصحافة في بلادنا ، وعمقت ثقة المواطن القارئ بها، إذن رصاصات الأمس التي شوهت مبنى الوطن الأنيق في أبها العزيزة ، فتركت ندبات مؤلمة عليه سنحولها إلى شهادة حق، ونريد من الجميع أن يقف معنا رافضا بقوة هذا الضعف عند صاحب الرأي الآخر. أنت قوي أخي الفاضل الذي أطلقت علينا أمس رصاصك، فنحن جميعا في عهد ملك يحب الشجاعة في القول، هو قال ذلك، تحدثوا، انقدوا، عبروا عن رأيكم، أحترم حقكم في الاختلاف ، ولكن تحلوا بالموضوعية، لا تنابزوا بالألقاب ولا تصنفوا بعضكم بعضا، ولا تخونوا بعضكم بعضا.
إن كنت مؤمنا برأيك، مقتنعا به، فاكتبه، أما الرصاص فهو أداة التعبير لضعيف الحجة والبيان. ونحن في هذه البلاد لا يقنعنا الضعفاء.
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية>