يمثل الاختلاف، وليس الخلاف، نقطة جوهرية في تلاقح الأفكار وتعدد الآراء، وتعدد الطرح، وشمولية تكاملية من زوايا عدة..
ولكن الاختلاف لدينا وعلى مستوايات الفردية أو الجماعية لاسيما المثقفين، والمفكرين، والمسؤولين، والرياضيين، حتى العامة، والدراويش.. أو من يتحاوران، وإن كان على مائدة مفاطيح حاشي، أوتيوس، أوخرفان..
ينبثق ذاك الاختلاف من خلاف يمثل فيها معاول هدم في جدار الوطنية والمواطنة الصادقة..
وأولها المناطقية العقيمة المقيتة والتي تقف على مسميات عقيمة، وانتهازية شاذة، والتنقص من الغير.. لهجة، أو لزمة، أو طبعية كانت دون وجه حق.. وما أكثرها، وما أقبحها..
وثانيها تصنيفات المجتمع السعودي على أسس أحكام مسبقة، ومبيتة كالرجعي، والليبرالي، والعلماني، والمتشدد، والسلفي، وعبارات يربأ العاقل عن الولوج فيها.. والتشدق بها.
وثالثة الأثافي هي القبيلية وهياط القبيلة وشجرة الأنساب، والبشت وتبعاتها اللاتي تشكل الحزبية، والاغترار بتلك القبيلة.
والرابعة القاصمة وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير..
وهي الخط المشروخ المذهبية وأصابع الاتهام، وعداء كل من يختلف في المذهب، أو الفكر، أو التعليم، أو المنطقة لتجد هذه الأخيرة جامعة لكل ما سبق؛ لأنها تؤول كل تنقص منها لتلك الخلافات السابقة… إلخ.
فبدلا من هذه التناحرات، والتجاوزات الخارجة عن أدبيات الحوار الهادف الهادئ العاقل.
ليسلك الحوار والاختلاف دروب التيه والاختلاف الفج، وخلاف الضدية، والتصادمية والنيل، والإسقاط ليس له سبيل، أو مبرر غير الانتصار والانتصار فقط، وكأنك في ساحة حرب عدائي إما النصر، أو الشهادة تجاه رأيه الذي تعصب له، وهذه المعاول الهادمة لقوة الوطنية قد تكون معاول بناء لو فهمت حقيقة الاختلاف والائتلاف، ونقاط التقاطع، والتنوع الثقافي وأولها مصلحة وطننا وأمتنا ووحدتنا وأجيالنا ونصطف صفا واحدا، ونرأب الصدع والخلاف، ونتحد في وجه كل الحاسدين الحاقدين على بلدنا حكومة وشعبا، فلأجل وحدة وطننا نسمو فوق كل خلاف، أو رأي يسوقنا لجدل بيزنطي لايحقق اللحمة التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن من أي وقتٍ مضى.. بعيدا عن الصراخ والاحتقان، والعودة للمربع الأول حيث لغة الغاب والناب، والصوت للأقوى فقط..؟!.
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …