حديقة الحيوان!

من مقومات السياحة، وجود حديقة حيوان متكاملة تحيط بها أشجار وارفة الظلال، وتشتمل على استراحات للزوار ونوافير وألعاب أطفال.

أذكر أن (أمانة منطقة عسير) قبل سنوات فكّرت في إيجاد حديقة تتوسط مدينة (أبها الحضرية)، وحجزت أرضاً واسعة علمها لدى المسؤولين بالأمانة إذا لم يكن قد تم التصرف بها لشأن آخر.

مشكلتنا عدم المتابعة للمشروعات ومرور الوقت حتى يسيطر عليها النسيان ومن ثم الإهمال.. من البدهي أن يكون لكل منطقة حديقتها المميزة تكون مقصداً لأهاليها وزوارها وفق برنامج يومي، تكون متنفساً لمرتاديها ومصدر ثقافة لمن أراد معرفة الفصائل الحيوانية وأسلوب عيشها وكيفية التعامل معها.

وجودها يعطي الفرصة للمحافظة على بعض الأنواع وشيكة الانقراض مثل النمر العربي والمها وغير ذلك.

إيجاد الحديقة من أوجب الواجبات على البلديات ولو أنها كثيرة التكاليف بما في ذلك الصيانة والإدارة اليومية الواعية، إلا أن مردودها على المجتمع والسياحة ورقي البلاد كبير جداً لا يدركه إلا من وقف على حدائق حيوان في بلدان متقدمة مضى على بعضها أكثر من مئة عام، حتى أصبحت من معالمها الحضارية التي أثرت بلادها بالمعارف والعلوم وجعلت منها وجهة سياحية يقصدها الناس من أنحاء العالم.

المملكة ـ بفضل الله تعالى ـ قادرة على مسايرة غيرها من الأقطار المتطورة بالمال والخبرة والطبيعة الجميلة، ومختلف المناخات المناسبة لعيش الحيوانات والزواحف والطيور والأسماك من كل بلاد الدنيا، فقط نحتاج إلى الإقدام والعزيمة وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد.

أين الممولون المحبون لوطنهم ليخططوا وينفذوا ويتابعوا ثم يسلمون الأمانة لمن يخلفهم ويواصل مسيرة النجاح؟!

لعل أحدهم يتصدى لإحياء مشروع حديقة أبها الحضرية.. ويتبعه آخرون بمناطق أخرى، فالاستثمار مربح في هذا المجال وهدف وطني نبيل.>