من وحي الوطن 23 / 1 / 1433هـ

قرأت الحديث الشيّق الذي نشرته الصحيفة الوليدة (الشرق) السبت 15/1/1433 لأمير منطقة عسير (فيصل بن خالد بن عبد العزيز) بشّر المواطنين كعادته بـ(عسير) الخير الكثير القادم.. من أبرزه نصيب المنطقة من خطوط سكة الحديد ومدينة الملك فيصل الطبية وجامعتي تهامة والجزء الشرقي، وتطوير الساحل على البحر الأحمر، وتفعيل المخطط الإقليمي 20/30 الذي طال الحديث عنه.. منذ قامت بدراسته (وزارة الشؤون البلدية والقروية).

أنا من الواثقين بسلامة قصد الأمير وحسن نواياه واهتمامه الكبير بشؤون منطقته وإيصالها للقمة المنشودة سياحياً وثقافياً وحضارياً، لكن المطلوب من كل مسؤولي المنطقة مؤازرة سموه بكل أقواله وأعماله، فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال، وعلى أعضاء مجلس المنطقة والمجالس البلدية والمحلية من الأهالي واجب أكبر يتمثل في المتابعة والمراجعة للمشاريع المتعثرة، بل والرفع لولي الأمر حفظه الله عما ينقص المنطقة من مشروعات حيوية من أهمها اعتماد مدينة اقتصادية سياحية أسوةً بمثيلاتها وتنفيذ المحطة الثالثة للتحلية بـ(الشقيق) التي اجتهد وزير المياه بتحويل مبالغها لمشروعات أخرى بالوزارة بحجة أن السدود المقامة حالياً تفي بسد النقص لو حصل بالمستقبل! لكن واقع الحال يؤكد أن الحاجة لماء الشرب حاضراً ومستقبلاً قائمة ومتزايدة نتيجة النمو السكاني والتوسع العمراني.

الكل يعلم أن السياحة المصدر الأساس لاقتصاد المنطقة لكن من المهم أن يضاف إليها الجانب الزراعي النوعي لإنتاج الفواكه والخضروات، ويتأتى ذلك بقيام شركات أو جمعيات تعاونية تُعيد تأهيل المزارع والمدرجات لإنتاج ما يتلاءم مع مناخ المنطقة والتنوع الجغرافي بالجبال والسهول و(الأصدار) وهي الأغوار المنحدرة من جبال السروات.. إلى جانب تشجيع وإعانة مربي المواشي والدواجن والنحل، أي أن مديرية الشؤون الزراعية لابد أن تنفض الغبار وتفتح آفاق العمل الجاد بهذ المجال، وأتمنى أن تُخصص جلسة دورية لكل دائرة خدمية حكومية يناقشها مجلس المنطقة حول السلبيات وتحديد مسؤولية التقصير للوصول إلى ما ينشده الجميع من صلاح وفلاح. ونداءٌ خاص لأصحاب الأموال ورجال الأعمال بأنحاء المملكة أن يبادروا للاستثمار في مدن وقرى وغابات وشواطئ بلادنا الحبيبة بما يعود عليها وعليهم بالخير.. وقديماً قال أجدادنا (قرش يدور أبرك من عشرة مصرور)!>