لكلَّ كلمةٍ أذن ٌ. ولعلَّ أذنك ليست لكلماتي . فلا تتهمني بالغموض .. تنوعت أساليب النداءات وتكاثرت أوراق المطالبات المُلحة . من أجل مشاريع تـُـفرح قلوب المواطنين المتعبة . تتوالى الطلبات . وتـُرسل الرسائل والبرقيات وعبر المنتديات الإلكترونية.. بكل أساليب الكلام البلاغي من رثاء وهجاء ومديح .. تتحرك الواسطات في كل اتجاه . الرغبة صادقة وأكيدة في مشاريع خير تنفعهم ولا تضر بالمخصصات المالية المأزومة ! يُعزّون بعضهم في معاناتهم .. يتحدثون عن ضحايا .. ومصابون .. ودموع ومواجع .. وشحُّ مياه .. وتعاسة وخيبات.. والقادم متوقع في دواخلهم هو؛ ما أشبه اليوم وغداً بالأمس . والسبب تأخر إنشاء مشاريع حيوية بالنسبة لهم. حروف المتاعب مكتوبة مع حروف البرقيات والمعاريض .. وتباعد المسافات يُؤخر الوعود وتـُعطـِّل الإجراءات . وتضيق الأرض بالعمَار والساكنين والمستثمرين . وتفقد مساحات الأرض المُنتظِـرة للمشاريع المُنتَظـَر ! والأماكن كلها مشتاقة لمشاريع حيوية ضرورية .. والمواطنين كذلك . ينبلج ألق مبهج في آخر نفق اليأس .. تأتي الجهات ذات العلاقة للتقصي والبحث وتقييم الوضع وإبداء التوصيات وبث التطمينات في النفوس المتذمرة .. تأتي والكل ينتظرها بتلهف ، تبحث عن موقع مناسب ثم آخر لمشروع طال انتظاره وهو حلم الجميع وغاية مرادهم . يتلفت الجميع في طول الأرض المحددة وعرضها . فلا يشاهدوا إلا بنايات هناء وهناك في السهل والجبل فوق التل وخلف الأكمة . قد شيدت على الطراز المعماري الحديث . الجميع قد سبق المشاريع وزرع الأرض بالأسمنت والأحجار الملونة وشتلات النخيل والكينا ! وأرض أخرى صالحة للمشاريع الكبيرة قد غـُرس فيها لوحات مكتوب عليها .. أرض خاصة .. وأخرى أرض عامة .. وثالثة الأرض للبيع .. ورابعة أرض بيضاء .. وخامسة أرض أوقاف .. وسادسة أرض خضراء.. وسابعة أرض حكومية .. وثامنة أرض( مساقي ) وتاسعة أرض مشتركة بين أحياء وأموات.. وعاشرة أرض مشاعة بين أيتام .. وحادية عشر أرض خَـزن .. وثانية عشر أرض محجوزة لمشروع لم يُعتمد من عشرين سنة ! وثالثة عشر أرض أموات مقابر ..” يا للهول .. ماذا نفعل يا جماعة ؟! كما ترون لا يوجد مكان لإقامة مشروعكم المنتظر ــ تقولها الجهات ذات العلاقة ــ نحن متأسفون . هل نبني لكم مشروعاً في السماء ؟! فينبري بعض المتفاعلين مع القضية ويقولون: ” هناك أرض واسعة ليست ملك لأحد من الناس .. هلمّوا إليها ” يذهبون إليها والأمل يمشي معهم . فلا يجدون إلا أرض قد أحُـَيتْ .. ومن أحياها فهي له ! كما تقول القاعدة الفقهية .. قد حُوّطت بجدران وهناك من قد زرع فيها عمارة من طوابق متعددة ، وبعض الأراضي قد أخذت أشكالاً مربعة ومستطيلة . والمتر بذاك الحساب . هي لأناس فـَعلين وفاعلين ومفعولين في المجتمع . يستغرب المندفعون من ذلك . وتصيبهم الخيبة ويذهلون . يتساءلون فيما بينهم : ” كيف أنَّ هذه الأرض الممتدة شرقاً وغرباً قد ذهبت ؟! والتي تتسع لأكثر من مشروع ينتفع به الجميع ” لقد طويت الأرض في أوراق بيع كـُتبت تحت الشجرة الكبيرة أو في مكتب عقار.. في غمضة عين وغفلة من الجهة المختصة ! لقد تقاسموها بياتاً فيما بينهم دون صوت يُسمع ! نماذج كثيرة تجدها في مجتمعك القروي لتلك التعاسة . لأنَ فاقد الشيء لا يعطيه ، فمن لا يملك موقعاً لمشروع منتظر ، فإنه لا يملك كلية متكاملة أو مستشفى يستفيد منها المواطنين . فقد غدت بعض الأماكن المناسبة للمشاريع المهمة . في قبضة البعض عن طريق استغلال مواقعهم والوظيفية ومناصبهم الشرفية ! فماذا بقي ؟ ولماذا يطالب البعض بأي مشروع وهم قد ساهموا في ذهاب بعض الأراضي ذات المساحات المتميزة ؟! كيف يكون هناك مشاريع وهم لا يضحّون في سبيلها بالغالي والنفيس ؟! وأجزم أنَّ أحدهم لن يتبرع بمتر أو مترين أو بقطعة أرض صغيرة من ممتلكاته الخاصة وهو قادر . لو طـُلب منه ذلك . في سبيل المصلحة العامة. وسيقول : هل أنا خبل حتى أصرف على الدولة.. إما أن تستأجروها وإلا فلا ! وكم من أرض كانت بالأمس صالحة لمشروع كمستشفى وكلية بنات أو معهد فني مهني .. ذهبت أدراج الرياح. على شكل (لـُقـَطـَة) يفترض أنها تـُركت من أجل ما ينفع كل المواطنين. وليس ما ينفع فلان وعلان .. فمتى ما وجد الإخلاص وحب التضحية والإيثار من الجميع فإن أموراً حسنة كثيرة سوف تتحقق . إلا أنه مع الأسف أصبح الطمع ونزعة التملك والتوسع وحب الذات والأنانية المفرطة.. هي المسيطرة على كثير من الناس . عطفاً على أن المكان بطبيعته الجبلية الوعرة . سوف يكون عذرا ومبرراً وسبباً للجهات ذات العلاقة لتوجيه المشاريع إلى أماكن أخرى منبسطة الأرض ومنشرحة القلوب . لأن بعض الأماكن ذهبت أملاك خاصة . ولم يبق للعامة إلا المطالبات في الأوراق على شكل برقيات ومعاريض وعبر صفحات الشبكة العنكبوتية يبثون شجونهم.. ويقدمونها ويرسلونها لكل مسئول زائر من حين لآخر ! وقد قيل : إذا لم تكن ناضجاً لقبول النقد . فلست ناضجاً لقبول المديح .. إذا لم يكن الدعم من أبناء المحافظة أولاً. أعني الدعم المادي بالأرض والمال . وليس الدعم المعنوي الفارغ ! وإلا فإننا لن نظفر بالمشاريع المنتظرة . فكيف تـُثمر المطالبات والجهود المتكررة للمشاريع بلا أرض تشّيد عليها. غير هامات الجبال الرواسي ؟! أخيراً: ليس من الضروري أن تتشابه أصابع اليد الواحدة ؛ المهم أن تتعاون .
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …