قبل شهرين تقريباً أطلق مشجعيّ أحد الأندية السعودية هذه العبارة (متصدر # لاتكلمني)
ويعنون بها تصدر فريقهم الكروي للدوري السعودي لكرة القدم خلال عدد من الجولات .
وأطلقوا هذه العبارة من خلال أحد برامج التواصل ، ومن ثم انتشرت بشكل هائل ، حتى
وصلت وبلغت لغالبية شرائح المجتمع ، وأصبحت حديث الناس ، وباتت الآن
في صدارة التعليقات حتى عند غير الرياضيين !!
عفواً أيها القاريء الكريم .. سأخرج الآن بعيداً عن الرياضة ، مع معرفتي بأنها الهمّ الأول
والأخير عند معظم شبابنا ــ للأسف ــ .
* انتشار هذه العبارة بهذا الشكل الكبير ووصولها لهذا العدد من البشر ، وخلال فترة وجيزة
جداً ، هو بمثابة الإستطلاع والإستبيان ، لتأثير مايكتب في برامج التواصل المختلفة على
ثقافة وأفكار الناس ، ودليل واضح على مدى سرعة وصول المعلومات أياً كان مصدرها
وانتشارها بين أفراد المجتمع .
فعلى كل منّا أن يراقب الله تعالى في كل حرف يكتبه ، وأن يضع نصب عينيه أنّ مايكتبه
سواءً من باب الجد أو المزاح أو التعليق ، أنّه قد يصل لأبعد مما يتوقع من تأثير وفتنة ،
وقد يكون المرء يحدّث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق .. وهو لايعلم بذلك .
*إنني هنا لا ألوم مشجعي هذا الفريق أو ذاك ، ولا أصادر حقهم في التعبير عن الفرحة
والشعور بالنتصار حتى لو كان في مجال الرياضة .
ولكنني أرجو أن يصبح حالنا جميعاً رياضيين وغيرهم ، من الذين يتنافسون على الصدراة
في حسن الخلق ، والتأدب بآداب الإسلام ، والثقافة والعلم والإنجاز .
ويصبح حينها شعارنا جميعاً كمسلمين ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
دمتم بألف خير و رضى من الله …
>