جوبز .. الإعلام كشَّاف الأعلام

مات ( ستيف جوبز ) … فانبرى كثيرٌ من الكُتَّاب لتأبينه ، وعرض سيرة حياته ، ومنجزاته في عالم الاتصالات من خلال مقالاتهم في الصحف والمنتديات ؛ وذلك لتعريف الناس به ، وجعله أنموذجًا في الطموح والإرادة ، والإنجاز والإدارة .. حتى صار حديث الصغار قبل الكبار .. فالكُل بات يتسامر بالحديث عنه ، وعن ابتكاراته في زمن شهد نقلة كبيرة في العلم ووسائله ووسائطه .. مما ساعد ( جوبز ) وغيره في الوصول إلى ما وصلوا إليه .. وربما جاء زمان .. سيأتي فيه آخرون بابتكارات تتقازم أمامها ابتكارات ( جوبز ) !!

وهنا يبرز دور الإعلام في تعريف الناس بالمخترعات وأصحابها .. وهي فرصة يجب على كتابنا أن يهتبلوها من أجل الكشف عن موروثنا الإسلامي الحضاري الهائل .. بعلمه ، وعلمائه .. والذي كان مدرسة للغرب الذي نهل من تِلماسه أكثر العلوم ، وأنفع المعارف .

كثيرون اليوم وكثيرات يسمعون بالرازي لكنهم لا يعرفون أنه أحد أعظم أطباء الإنسانية وهو صاحب كتاب ( الحاوي في الطب ) الذي ظل مرجعًا لأوروبا طوال أربع مئة عام ، وهو أول من ابتكر خيوط الجراحة .. ولا الحسن بن الهيثم الذي تُنسب إليه مبادئ ابتكار آلة التقاط الصور .. ولا الجزري الذي صَمَّمَ كثيرًا من الآلات والتي تمَّ نقل كثيرٍ منها إلى أوروبا كالتروس .. ولا غيرهم ممن برزوا بفضل الله ، ثم بفضل جَهدهم في التعلم ، والبحث ، والارتحال في زمنٍ لم يعرف الاتصال الفضائي والحصول على المعلومة بضغطة مفتاح ، أو لمسة إصبع .

إن للإعلام دورًا كبيرًا في إبراز تاريخنا ، وأعلامنا .. يضطلع به مُعدو البرامج ، وكُتَّاب المقالات وكاتباتها ؛ ليتعرف الأجيال إلى أولئك الأجلاء الذين خدموا الإنسانية جمعاء .. فمن الخطأ أن يعرف طالب في المرحلة الثانوية ( ستيف جوبز ) ، لكنه لا يعرف شيئًا عن أبي القاسم الزهراوي الجرَّاح الكبير الذي استخدم أحشاء القطط في رتق الجروح ، وهو الذي تحمل ثانوية ذلك الطالب اسمه !!

إن تَعلُّق الناس بالتقنية ، وانبهارهم بما وصلت إليه وسائل الاتصال ، هو ما جعلهم يهتمون بمعرفة حياة ( جوبز ) وغيره .. وإنْ كانت التقنية بِقَدْر ما تُقدم للإنسان بقدر ما تأخذ منه .. فمن الواجب أن نُحسن استخدام مثل هذه الأجهزة ، وألا نجعلها شغلنا الشاغل في المناسبات والعمل ، أو نجعلها مظهرًا من مظاهر المواكبة دون مُراعاة لتوقيت مناسب ، أوشعور لإنسان .. كما يجب استخدامها الاستخدام الحسن دون استغلالها كوسيلة لمضايقة الآخرين ، والتي تُعد سلبية كبيرة من سلبيات هذه الأجهزة ، والتي ربما أحسَّ بخطيئتها ( جوبز ) حين اختار التفاحة المقضومة شعارًا لشركته في دلالة على التفاحة التي قضم منها آدم عليه السلام في الجنة ، فجعلها ( جوبز ) رمزًا للخطيئة !!

فاحذر الخطأ .. وأفدْ من هذه الأجهزة .. وانشرْ من خلالها نُبَذًا عن علماء الإسلام ، وأدباء العربية ، وأعلام الإنسانية … مُفتخرًا بدينك .. مُعتزًّا بتاريخك .

>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com