تناقلت الصحف المحلية في الأسبوع الماضي صورًا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع مجموعة من الأطفال من داخل المملكة وخارجها في مناسبات مختلفة ، وكان من أبرزها صورته لاستقبال أطفال قدموا له وسام الأبوة لقاء جهوده المباركة ، وأمره بإجراء كثير من عمليات فصل التوائم السيامية لكثير من الأطفال من مختلف بقاع العالم .. وهي صور تحرك المشاعر ، وتُشعر الإنسان بالفخر بهذا الملك الإنسان .. فجميل ألا ينسى الإنسان إنسانيته مع كثرة مشاغله وتعدد مسؤولياته .. وغاية الجمال والنبل أن يتجلى هذا الموقف من ملك إنسان قدَّم إنسانيته على كل شؤون حياته العامة والخاصة .
كم هي جميلة تلك اللوحة التي رسمها هذا الملك الإنسان بأرياش المحبة ، وألوان الأبوة .. وكم هي صادقة تلك الابتسامة التي ارتسمت على ثغور أولئك الأطفال الذين تحلقوا حول خادم الحرمين الشريفين .. جمعهم الحب وألفتهم الألفة.
لقد تربى خادم الحرمين الشريفين في مدرسة والده الملك المؤسس .. وترعرع على أرض هذه المملكة المباركة التي هي جُل جزيرة العرب .. فتمثل صفات الفارس العربي الشهم المهذبة بروح الإسلام الحنيف .. فجمع حفظه الله بين الحكمة والرحمة .. والشجاعة والإنسانية .
إن الشعور بأهمية مرحلة الطفولة شعور صادق لا يحمله إلا إنسان يدرك وجوب سير هذه المرحلة الحياتية السير الصحيح ، وإزالة العقبات التي قد تعترضها .. فالأطفال هم نقطة الانطلاق لتكوين الأجيال .. وهي التي حرص عليها خادم الحرمين بما قدره الله عليه ؛ ليأتيه التوفيق من رب العالمين ، ويأتيه الحب من قلوب أطفال لا يعرفون الكذب والزيف ، فبادلوه الحب بالحب ، والجميل بالوفاء .. وقدَّموا له ” وسام الأبوة ” في مشهد رائع ، ومحفل ذائع .. يُبرهن على إنسانية هذا الملك ، وخدمته الجليلة للبشرية جمعاء .
إن طفلا في السودان ، أو في مصر ، أو في ماليزيا .. سيكبر ، وسيكبر حُب هذا الملك معه .. الملك الذي كان سببًا في رسم السعادة على محياه ، وتهيئة الحياة الطبيعية له ، وإخراجه من عُزلته .. بتوفيق من الله ، وبنفس من إنسان يحمل قلبًا بالحب مفعمًا .
فكم من أمٍّ باتت فرحة بعد نجاح عملية ولديها .. وكم من أب أمسى جذلا وهو يرى بنتيه بخير وعافية بفضل من الله .. ثم بالإمكانات الطبية المتقدمة التي هيأها خادم الحرمين الشريفين لبلاده حتى صارت رائدة في هذا المجال الطبي .
إن هذه الأعمال الجليلة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين جعلته محل تقدير العالم أجمع واحترامه .. وذلك حين ألغى حفظه الله بإنسانيته كل الحدود السياسية ، والخلافات الاستراتيجية ، والأبعاد الأيدلوجية ؛ فجمع طفولة العالم في لوحة بديعة ، وصورة بهيجة ألوانها إنسانية ملك عظيم ، وإطارها قلب ملك مُحب .. يرجو ثواب الله ، ثم حُب الناس وهو بهما جدير بإذن الله ، فإن أحبَّ الناس إلى الله أنفعهم لعباده .
>
شاهد أيضاً
أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري
صحيفة عسير – مها القحطاني : استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن …