خلقنا الله سبحانه وتعالى لعمل تعبدي ، ثم لنعمل ما يعيننا على ما خلقنا له ، ولكن ما أصعب أن نبحث أين نحن ، فلا تجد لنا مستقراً رغم تلك السنون التي خلت ، إننا نتأرجح في مكان قفر لما يحيط بنا من عوامل تتجاذبنا حتى أصبنا بالدوار واختلت مقومات الاتزان .
ولذا نتساءل من أوجد ذلك الجو المريض الذي نرمي عليه أوزارنا في كل حين ؟ هل وُجد بوجودنا على سطح المعمورة وبقدرة قادر فقط ، أم نحن من يحمل جريرة تأصل ذلك الجو ، نعم قد يتبادر لنا للوهلة الأولى وهروبا من المسؤولية أمام الذات أن ما يحيط بنا هو المسئول عن كل ما نشكو ونتأفف منه وأن لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بذلك ، ولكن ما أجمل أن نطرح أسئلة أكثر واقعية وعمقا ، فنقول: منهم المجتمع ؟ ، ما هي ضغوط المجتمع ومن أبطالها ؟ ، من غذاء وحافظ على استمرارية ما نمقته ؟ بل من استمات دون المساس بتلك المعوقات ؟ ..
نحن ونحن ونحن المشار إليه والمتهم في كل ذلك ، وقد لا يكون ذلك من قبل جماعات بل أفراد متنفذين وجد فيم بالفطرة وقود مثل تلك المعضلات ، بل لا نبالغ إذا قلنا وكأنهم لم يخلقوا إلا لها ، وهنا لا تذهب بنا الظنون حول هذه الكلمات إلى بعيد ” معاذ الله ألا يُراد إلا خيرا ” ، فما يؤرق الجميع هو التشبث بعادات دخيلة أثقلت كواهلنا ، أو ترهات لا تناسب دين أو زمن لا مكان فيه لغير العلم وتحدياته .
وما أصعب أن يموت الواحد منا على فراشه كما يموت العير ، أين أهدافنا ؟ ، أين جهودنا المبذولة ؟ أين منجزاتنا ؟ نحن في أمس الحاجة لأن نقول كفى وكفى ، ديننا وأوطاننا ومقدراتنا في حاجة أن نعمل من أجلها متناسين كل معوق ومثبط حتى ولو حكم علينا المجتمع بحكم جائر سوف تصدر لنا منه البراءة ولو بعد حين ، وأيضا هل المجتمع من سيقودنا إلى بر الأمان ، لا نعتقد ، وما أجمل أن تنطلق تلك المبادرات بجهود فردية صادقة ومخلصة كما نهج المبدعون منذ أن خلقت الأرض وسيجدون مع الأيام من يشد أزرهم ، بل من يحمل الرسالة خلفهم ، لأن العمل الجماعي قد يضع في زمان التيه وغياب وحدة الصف وانعدام الرؤية .>