صحيفة عسير: فايع عسيري
((الحنين إلى الحرم))
يا قاصدين مشاعر الإحرام
زفوا إليها مهجتي ،وسلامي
زفوا إلى البيت العتيق تحية
مملؤة حبا،وريح خزام
طارت بكم أشواقكم وأنا الذي
قد قيدته سلاسل الآثام
عيس تيمم للحجاز فليتني
للركب كنت كأصغر الخدام…
فلكم عجيج في الفيافي مطلق
ولكم صدى في القفر،والآكام
فإذا مررتم بالمواقيت التي
جعلت لساكنها،وكل همام
ولتغسلوا تلك النفوس -كغسلكم
أبدانكم – بالجد والإلزام..
وتطيبوا..فالبيت قد لاحت لكم
أنواره ،وبدت كصوب سهام،،
فإذا رأيتم كعبة الله التي
تذكي النفوس بلوعة الإضرام!!
فالتسكبوا العبرات في ساحتها
إن الدموع شواهد الأيتام!!
وأووا إلى البيت الشريف ،ورددوا
لبيك ياذا الملك والإكرام
لبيك واﻵمال والإحسان من
نعمى يديك، وفضلك المترامي
لبيك في الخلوات في الجلوات في
الليل البهيم وفي ضحى الإتمام
لبيك في اليوم الغريض وفي الشتاء
وفي الصباح، وفي دجى وظلام
ولتقرأوا التوحيد حين وقوفكم
للركعتين ، أمام فضل مقام
فإذا أتيتم ماء زمزم فاشربوا
وتضلعوا حتى يرى بعظام !!
وادعوا الإله فذاك ماء طاهر
وهو الشفاء لأصعب الأسقام
ولتصعدوا المسعى الشريف ورتلوا
((إن الصفا)) بتفكر وتسامي.
وإذا نزلتم في مآثر هاجر
فالتركضوا ركضا بدون زحام..
واستشعروا قلب الأمومة نابضا
ولتخفضوا ذلا،وطيب كلام
فإذا استطعتم يوم ثامنكم فلا
تدعو منى كالغافل المتعامي..!
فإذا ارتويتم من منى فتسابقوا
مشيا إلى عرفات،أرض سلام..
فهناك لوذوا بالإله تضرعا
وسلوه مغفرة ،ورفع ملام
هي واحة للمؤمنين،قلوبهم
حنت لدار الخلد ،والإنعام
فيها يرى الشيطان مدحورا على
عقبيه مطرودا من الإكرام
هي قصة تروى،وترسم صورة
تزهو لتروي كل صاد،ظامي،،!!
يا مذنبا..عرفات تجلو مامضى
من سالف الأوزار،والإجرام!!
ويل لعبد لم ينل فيها الرضى
أو قد أساء الظن بالعلام!!
لما أرى تلك الملايين التي
جمعت هناك ،بدقة ونظام
أبكي وقلبي بلأسى متفطر
واقول في خجل، أرد لثامي!
يا كثرة الحجاج ،لكن أين من
يمضي إلى الأقصى الجريح الدامي
والله لو جمعت هناك قلوبنا
وتوحدت سرنا خطى لأمام!!
لكن غثاء السيل حل بأمة
شهدت لها الجوزاء بالإقدام!
نفروا جميعا والقلوب لواعج
وكأنها في الطيب قلب حمام!!
ومضوا لمزدلف يحث خطاهمو
سعي المريد،ونفس كل عصامي
نامت عيونهمو،وماذاق الكرى
قلب المحب المبتلى بهيام!!
باتت رياح الشوق تملأ ساحهم
والحب أضحى جنة الأحلام!!
وجحافل الإيمان فيهم لم تزل
تسقى النفوس بأمنها ،وسلام
ناموا على تلك الحصى..فكأنها
عهن..وذاقوا لذة لمنام..!!
وتسلل الحب الكبير قلوبهم
حتى تحكم أيما إحكام!!
يتشوقون الفجر،ترنو أنفس
للنور، إذ رحلت جيوش ظلام!!
فتراهمو بعد الصلاة دويهم
ملأ الفضاء ،وساحة الإحرام!!
ذكروا الإله ،وعظموا سلطانه
بالحمد ،والتكبير ،والإعظام..
قنواتنا ضجت تلبي ربها
لتحقق التوحيد بالإعلام
لبيك ،والأفواج هاج جموعها
وكأن زهرا كان في الأكمام
سالت دموع الشوق فوق خدودهم
في يوم عيد ضاحك بسام!!
كم خاشع ، كم دامع متذلل
بين الزوايا تحت جنح ظلام !
لقطوا الحصى فكأنها في كفهم
در ، وياقوت، ومزن غمام
عيد كمثل الورد شع صباحه
هو أعظم الأزمان والأيام
هو قصة ، والحج يقرؤها لنا
وفصولها جاءت بسبك نظام !
تتسابق الأمواج في فعل الذي
أمروا به، بالروح والأجسام !
افعل ولا حرج فبعض ذابح
والبعض طواف، وآخر رامي
في ذلك اليوم العظيم وفي منى
تهفو النفوس بحبها المتنامي
والله مانسي الحجيج مناهمو
لا ..لن تغيب معالم الأعلام،،
خلعوا لباس الحج بعد قضاءه
لبسوا المخيط وأجمل الهندام
أمضوا ثلاثا من أراد تأجلا
يانعم ما أمضو من الأيام
يتعارفون مودة ومحبة
في الله .لافي زائل ،وحطام..
.يتزاورن لكي يطمأن بعضهم
بعضا عن الأوطان،والأقوام
هي أعظم الأيام عند ألهنا
يا طيب من يدعو بحسن ختام!!
ياليتها طالت،وطال وصالنا
فيها..ولكن سنة الإتمام!!
وأتى الوداع فلا ترى الا الذي
يبكى ، وما ذاك الجوى بملام!!
نادى الرحيل بهم فهاجت أنفس
وبكت بدمع صادق وسجام
تركوا منى ،تركوا هنالك جنة
وكأنهم رجعوا لدار زؤام!!
تركوا صحابا هم أشد تعلقا
فيها من الأخوال والأعمام !
نظروا إلى الحجر المعظم نظرة
تنبيك عن حزن الفؤاد الدامي
وأتو إلى نبع الطهارة زمزم
شربوا كشرب مودع ،صوام!!
ورموا على البيت العظيم نفوسهم
حتى يكون البيت مسك ختام!!
ومضوا فما اسطاعوا من الشوق الذي
ملأ الفؤاد السير بالأقدام!!
كم شهقة حرى تردد في الجوى
منهم،وقلب بالمحبة دامي
والله ما في الكون حب مثلما
حب الحجيج لكعبة الإسلام!
ماذاق طعم الحب قلب لم يذق
حب المشاعر لحظة الإحرام!!
لو لم يكن للعود في قلب الفتى
أمل…لمات فؤاده بغرام!!
علي طاهري..جازان..
@ali_tahry
عشية عرفة..
1436/12/9
0535184040>